إنّ الله تعالى شرع الجهاد
للأهداف المشروعة الّتي بيّنها في كتابه، ليكون الدّين كلّه لله، وليعيش
النّاس في أمن وأمان، وبيّن سبحانه وتعالى أسباب النصر والانتصار، على
أعداء الله وأعداء الإنسانية من المشركين والكفار، الّذين عطّلوا عقولهم
واستعملوا الحديد والنّار. وإلاّ فإنّ الأصل في دعوة الإسلام هي السّلام،
وإلاّ فإنّ الأصل في الدّين هو الحبّ واللين والرفق بخلق الله أجمعين.
فلمّا طغى مَن طغى بطرًا وغرورًا، وتجبّر مَن تجبّر ظلمًا واستكبارًا، أمر
الله عزّ وجلّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم بقتال المعتدين، ليردّهم إلى
صراط ربّ العالمين، فمَن اهتدى وأسلم فله الأمان بالعدل والإحسان، ومَن
أصرّ على الكفر والعصيان فله السيف والخزي والهوان.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ
يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد:.7 وقال عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ
نَصَرَكُمْ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عمران:.123
فما هي أسباب النصر والانتصار؟ وكيف انتصر المهاجرون والأنصار وفتح الله
لهم الفتح المبين وانتصروا على الكافرين والمفسدين؟
وكانت البداية من خلال:
1ـ النية الصادقة والإرادة الخالصة والإخلاص التام، ذلك لكي يُعِيننا الله
تعالى ويأجرنا على أعمالنا.
2ـ الاستعداد والإعداد بالتخطيط والتنظيم، فالإعداد الكامل والإحكام
الشامل، دليلان على صدق النية والإخلاص.
3ـ القيادة الراشدة المخلصة المؤمنة، وإنّه من أسباب النصر أن يكون الإمام
عادلاً وقائد المعركة الاقتصادية في السلم أو المعركة العسكرية في الحرب
مخلصًا صادقًا أمينًا وحكيمًا وعالمًا بفنون إدارة المعارك وذا فطانة
وكياسة وعزم، هدفه الجنّة لا الغنائم، وأن يرضى الله عنه لا الأوسمة ومنصات
المدح وقصور الجنّة لا مكافآت الدنيا.
4ـ الجنود المطيعون لقائدهم الموصوف بما سبق، فإن الله تعالى أعطى درسًا
للصحابة في غزوة أحد عندما خالف الرماة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
5ـ الشورى والإقناع والاقتناع، فقد شاور رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
الصحابة في غزوة بدر وشاورهم في غزوة أحد وأمر ربّه عزّ وجلّ فقال له:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}.
6ـ حسن النظام والتنظيم وتوزيع المهام، بدقّة وانتظام وبحكمة وإحكام، يقول
الله تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ
صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} الصف:.4
7ـ الدعاء والذكر والصبر من أكبر العوامل الّتي ينصر الله تعالى بها عباده،
فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة بدر بعدما استعد وأعدّ ونظّم
الجيش وشاور واستشار، وبعد التّخطيط والتنظيم، توجّه إلى الخالق البارئ
المصوّر الّذي له الأسماء الحسنى ورفع يديه ودعَا ربّه عزّ وجلّ.
8ـ حقيقة التّوكّل على الله بكل ما سبق من الأسباب والعوامل ومن التخطيط
والوسائل {الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ
يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانُ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ
عَظِيمٍ} آل عمران:173ـ.174
9ـ عدم الغرور وعدم التسرع والاندفاع، يقول الله تعالى للصحابة الكرام: لا
تكونوا ككفار قريش حين خرجوا لبدر عتوا وتكبّرًا، فإنّ الجهاد في الإسلام
عبادة الله تعالى، وليس طلبًا للفخر والثناء لأنّ الغرور والتكبّر وطلب
الفخر والثناء من أسباب الانهزام، إنّ الله يحبّ المتواضعين الحامدين
الشاكرين.
10ـ التفطن لمكائد شياطين الإنس والجن، يقول الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ الْيَوْمَ مِنَ
النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ...} الأنفال:.48
وتتقوّى الروح المعنوية لدى المسلم بـ: الإيمان بالقضية الّتي يجاهد من
أجلها، والإخلاص في بذل الجهد والتضحية، والإيمان بسُنّة الابتلاء، دون أن
ننسى أخوة المؤمنين واتحادهم.
للأهداف المشروعة الّتي بيّنها في كتابه، ليكون الدّين كلّه لله، وليعيش
النّاس في أمن وأمان، وبيّن سبحانه وتعالى أسباب النصر والانتصار، على
أعداء الله وأعداء الإنسانية من المشركين والكفار، الّذين عطّلوا عقولهم
واستعملوا الحديد والنّار. وإلاّ فإنّ الأصل في دعوة الإسلام هي السّلام،
وإلاّ فإنّ الأصل في الدّين هو الحبّ واللين والرفق بخلق الله أجمعين.
فلمّا طغى مَن طغى بطرًا وغرورًا، وتجبّر مَن تجبّر ظلمًا واستكبارًا، أمر
الله عزّ وجلّ رسوله صلّى الله عليه وسلّم بقتال المعتدين، ليردّهم إلى
صراط ربّ العالمين، فمَن اهتدى وأسلم فله الأمان بالعدل والإحسان، ومَن
أصرّ على الكفر والعصيان فله السيف والخزي والهوان.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ
يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد:.7 وقال عزّ وجلّ: {وَلَقَدْ
نَصَرَكُمْ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عمران:.123
فما هي أسباب النصر والانتصار؟ وكيف انتصر المهاجرون والأنصار وفتح الله
لهم الفتح المبين وانتصروا على الكافرين والمفسدين؟
وكانت البداية من خلال:
1ـ النية الصادقة والإرادة الخالصة والإخلاص التام، ذلك لكي يُعِيننا الله
تعالى ويأجرنا على أعمالنا.
2ـ الاستعداد والإعداد بالتخطيط والتنظيم، فالإعداد الكامل والإحكام
الشامل، دليلان على صدق النية والإخلاص.
3ـ القيادة الراشدة المخلصة المؤمنة، وإنّه من أسباب النصر أن يكون الإمام
عادلاً وقائد المعركة الاقتصادية في السلم أو المعركة العسكرية في الحرب
مخلصًا صادقًا أمينًا وحكيمًا وعالمًا بفنون إدارة المعارك وذا فطانة
وكياسة وعزم، هدفه الجنّة لا الغنائم، وأن يرضى الله عنه لا الأوسمة ومنصات
المدح وقصور الجنّة لا مكافآت الدنيا.
4ـ الجنود المطيعون لقائدهم الموصوف بما سبق، فإن الله تعالى أعطى درسًا
للصحابة في غزوة أحد عندما خالف الرماة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
5ـ الشورى والإقناع والاقتناع، فقد شاور رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
الصحابة في غزوة بدر وشاورهم في غزوة أحد وأمر ربّه عزّ وجلّ فقال له:
{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}.
6ـ حسن النظام والتنظيم وتوزيع المهام، بدقّة وانتظام وبحكمة وإحكام، يقول
الله تعالى: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ
صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} الصف:.4
7ـ الدعاء والذكر والصبر من أكبر العوامل الّتي ينصر الله تعالى بها عباده،
فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غزوة بدر بعدما استعد وأعدّ ونظّم
الجيش وشاور واستشار، وبعد التّخطيط والتنظيم، توجّه إلى الخالق البارئ
المصوّر الّذي له الأسماء الحسنى ورفع يديه ودعَا ربّه عزّ وجلّ.
8ـ حقيقة التّوكّل على الله بكل ما سبق من الأسباب والعوامل ومن التخطيط
والوسائل {الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ
يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانُ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ
عَظِيمٍ} آل عمران:173ـ.174
9ـ عدم الغرور وعدم التسرع والاندفاع، يقول الله تعالى للصحابة الكرام: لا
تكونوا ككفار قريش حين خرجوا لبدر عتوا وتكبّرًا، فإنّ الجهاد في الإسلام
عبادة الله تعالى، وليس طلبًا للفخر والثناء لأنّ الغرور والتكبّر وطلب
الفخر والثناء من أسباب الانهزام، إنّ الله يحبّ المتواضعين الحامدين
الشاكرين.
10ـ التفطن لمكائد شياطين الإنس والجن، يقول الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ الْيَوْمَ مِنَ
النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ...} الأنفال:.48
وتتقوّى الروح المعنوية لدى المسلم بـ: الإيمان بالقضية الّتي يجاهد من
أجلها، والإخلاص في بذل الجهد والتضحية، والإيمان بسُنّة الابتلاء، دون أن
ننسى أخوة المؤمنين واتحادهم.