يُعَد الجامع الكبير الموجود
ببطحاء السويقة في قسنطينة من أقدم مساجد المدينة حسبما دلّت عليه كتابات
عربية كوفية كانت حول محرابه. ويقول نص الكتابة: ''هذا من عمل محمّد بوعلي
البغدادي في عام 1136م''. وهذا التاريخ يوافق أيّام حكم الدولة الصمهاجية
الحمادية بقسنطينة وتونس، وعلى وجه التّحقيق أيّام الأمير يحيى بن تميم بن
المُعز ابن باديس أحد وُلاة بني حماد الّذين كانوا مقتسمين الحكم في تونس
وبجاية وقسنطينة، إلى أن استولَى على ممتلكاتهم عبد المؤمن بن عليّ مؤسّس
دولة الموحدين بعد المهدي بن تومرت. وذكر جورج مارسي في كتابه (تاريخ الفن
الإسلامي المعماري): ''إنّ تاريخ الجامع الكبير مجهول، وأنّ هذا المسجد كان
موجودًا في القرن السادس الهجري حسبما دلّت عليه كتابة عربية عُثِر عليها
أثناء عمليات التّغيير الّتي أدخلها الفرنسيون عليه''. وقد وجدت هذه
الكتابة بالجانب الغربي من المسجد منقوشة في الشاهد الرخامي القائم عند رأس
المرحوم محمد بن إبراهيم المراكشي المتوفى بقسنطينة والمدفون بتربة الجامع
المذكور في عام 1222م. وهي وثيقة تاريخية معتبرة. واستدل بها المستشرق
الفرنسي شربونو على وجود المسجد قبل القرن السادس الهجري.
وفي عام 1679م قام شيخ الإسلام محمد بن أحمد بن عبد الكريم لفقون بتوسيع
بناء الجزء الشرقي من الجامع الكبير ممّا يلي مساكن آل لفقون- الّتي حوّلَت
الآن إلى معهد للتّدريس-، وفي السنوات العشر الّتي تلَت دخول الفرنسيين
إلى قسنطينة، كان بالجامع الكبير أربعة عشر موظّفًا، منهم أئمة ومؤذّنون
وقيِّمون وحراس. وجدّد الفرنسيون الميضة (بيت الوضوء) والمنارة بتمامهما.
وفي سطح المسجد الأعلى ساعتان شمسيتان. وفي عام 1951م وقعت إصلاحات ظاهرية
لسقف المسجد وأبوابه وصبغت جدرانه بالأصباغ الذهنية، فيما تمّت تغطية سقفه
الخارجي في عام 1968م.
وتولّى التدريس في الجامع الكبير جماعة من مشاهير علماء المدينة قبل
الاحتلال الفرنسي وبعده، منهم الشيخ المكي البوطالبي، الشيخ محمد الشاذلي،
الشيخ عبد القادر المجاوي والشيخ حمدان الونيسي، وغيرهم من المتأخّرين
كالشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين.
ببطحاء السويقة في قسنطينة من أقدم مساجد المدينة حسبما دلّت عليه كتابات
عربية كوفية كانت حول محرابه. ويقول نص الكتابة: ''هذا من عمل محمّد بوعلي
البغدادي في عام 1136م''. وهذا التاريخ يوافق أيّام حكم الدولة الصمهاجية
الحمادية بقسنطينة وتونس، وعلى وجه التّحقيق أيّام الأمير يحيى بن تميم بن
المُعز ابن باديس أحد وُلاة بني حماد الّذين كانوا مقتسمين الحكم في تونس
وبجاية وقسنطينة، إلى أن استولَى على ممتلكاتهم عبد المؤمن بن عليّ مؤسّس
دولة الموحدين بعد المهدي بن تومرت. وذكر جورج مارسي في كتابه (تاريخ الفن
الإسلامي المعماري): ''إنّ تاريخ الجامع الكبير مجهول، وأنّ هذا المسجد كان
موجودًا في القرن السادس الهجري حسبما دلّت عليه كتابة عربية عُثِر عليها
أثناء عمليات التّغيير الّتي أدخلها الفرنسيون عليه''. وقد وجدت هذه
الكتابة بالجانب الغربي من المسجد منقوشة في الشاهد الرخامي القائم عند رأس
المرحوم محمد بن إبراهيم المراكشي المتوفى بقسنطينة والمدفون بتربة الجامع
المذكور في عام 1222م. وهي وثيقة تاريخية معتبرة. واستدل بها المستشرق
الفرنسي شربونو على وجود المسجد قبل القرن السادس الهجري.
وفي عام 1679م قام شيخ الإسلام محمد بن أحمد بن عبد الكريم لفقون بتوسيع
بناء الجزء الشرقي من الجامع الكبير ممّا يلي مساكن آل لفقون- الّتي حوّلَت
الآن إلى معهد للتّدريس-، وفي السنوات العشر الّتي تلَت دخول الفرنسيين
إلى قسنطينة، كان بالجامع الكبير أربعة عشر موظّفًا، منهم أئمة ومؤذّنون
وقيِّمون وحراس. وجدّد الفرنسيون الميضة (بيت الوضوء) والمنارة بتمامهما.
وفي سطح المسجد الأعلى ساعتان شمسيتان. وفي عام 1951م وقعت إصلاحات ظاهرية
لسقف المسجد وأبوابه وصبغت جدرانه بالأصباغ الذهنية، فيما تمّت تغطية سقفه
الخارجي في عام 1968م.
وتولّى التدريس في الجامع الكبير جماعة من مشاهير علماء المدينة قبل
الاحتلال الفرنسي وبعده، منهم الشيخ المكي البوطالبي، الشيخ محمد الشاذلي،
الشيخ عبد القادر المجاوي والشيخ حمدان الونيسي، وغيرهم من المتأخّرين
كالشيخ مرزوق بن الشيخ الحسين.