من صفات عباد الله الصالحين الجزء التاسع
﴿وَالَّذِينَ لا
يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ (الفرقان: من الآية 72)
1- الزور: الكذب، ويزور الشهادة: يثبت الحق
لغير صاحبه، والمعنى أعم من ذلك، ليس فقط، تغيير الحقائق بتغير الكلام،
أو بقول الزور، لكن الأصل عدم حضوره، أو
مشاهدته.
إذن ﴿وَالَّذِينَ لا
يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ (الفرقان: من الآية 72) أي؛ لا يحضرون
مجالسه، قال تعالى ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي
الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ (النساء: من الآية 140)
ويقول جل شأنه في سورة الأنعام: ﴿وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ
الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنعام: من الآية 68).
2- وكم لشهادة الزور من بلايا، فهي كما
يقال: تدخل البطل القبر، والجمل القدر. بل أكثر من ذلك فهي تولي من لا
ولاية له، فيعيث فسادًا بكل مقدرات الحياة، وهي تجنب أهل الصلاح، والتقوى
فلا ينتفع بهم المجتمع، بل تخفيهم خلف القضبان، وبين خفايا السجون في ظل
الكذب، والزور والبهتان.
3- وكفي بهذه الصفة سوءًا قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك
بالله، وعقوق الوالدين
وشهادة الزور- وكان متكئًا فجلس وقال: ألا وقول
الزور ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت"
(أخرجه مسلم وأحمد والترمذي).
4- وجاء في تفسير القرطبي أن عمر رضي الله
عنه كان يجلد شاهد الزور أربعين جلدة، ويسخم وجهه، ويحلق رأسه،
ويطوف به في الأسواق.
(يسخم وجهه) يعني: يسوده بلون أسود (لسان
العرب).
خلاصة
كم يحرص الإسلام على نظافة مجتمع المسلمين،
ولو أن مجتمعاتنا خلت من شهادة الزور في الانتخابات لحكمنا بشرع الله من
يخاف الله.
