يعتبر الإنتير من بين أبرز
وأهم الأندية الرياضية في العالم، وذلك ليس بسبب تاريخه العريق الذي يمتد
إلى أكثر من قرن وإنجازاته الباهرة من خلال سيطرته على منافسات الكالتشيو
في عدة فترات فضلا عن تألقه في المسابقات الأوروبية،


عنتر يحيى من ميلان إلى أم درمان...إلى دوربان Article-3912-2






وإنما أيضًا لكونه مدرسة عريقة تخرج
منها مئات الأبطال صنعوا مجد الكرة
الإيطالية سواء مع النادي “الأسود والأزرق” أو مع أندية أخرى وكذا مع
المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم 4 مرات ليحتل بذلك المركز الثاني وراء
المنتخب البرازيلي متصدر الترتيب العالمي برصيد 5 تتويجات.
تربص أكثر من سنة في الأنتير بإشراف نخبة من
الخبراء

ومن هذه المدرسة الشهيرة والعريقة بالذات تخرج الدولي
الجزائري عنتر يحيى قبل عشر سنوات بعد تربص دام أكثر من سنة أشرف عليه نخبة
من الخبراء والفنيين، وذلك طوال الفترة الممتدة من بداية صيف 2000 إلى
غاية سيبتمبر. وكان عنتر يحيى مرشحا إلى الانضمام إلى الفريق الأول غير أن
التغيير الذي طرأ على الجهاز الفني إثر استقالة المدرب الشهير مارتشيلو
ليبي في بداية موسم 2000-2001 واستبداله بالدولي الإيطالي السابق ماركو
تارديلي اضطره إلى الانتقال إلى نادي باستيا الفرنسي، حيث احترف 4 سنوات
كاملة ومنه إلى نيس قبل الانضمام إلى بوخوم الألماني.
ليبي أدرج اسمه ضمن التعداد المعوّل
قبل
انتقال عنتر يحيى إلى باستيا الفرنسي في سبتمبر 2001، كان مارتشيلو ليبي،
مدرب الإنتير آنذاكـ والمدير الفني للمنتخب الإيطالي حاليا، قد أدرج اسمه
ضمن قائمة التعداد المعوّل عليه لخوض منافستي بطولة وكأس إيطاليا وكأس
رابطة الأبطال الأوروبية، وخاصة بعد أن قرر الطاقم الفني عدم الاعتماد على
بانوتشي. وكان تعداد الإنتير يضم آنذاكـ وكالعادة لاعبين بارزين على غرار
الدولي الفرنسي الشهير لوران بلان، الدوليين البرازيليين رونالدو وأدريانو،
وكذا الإيطاليين ماركو ماتيرازي، الحارس تولدو، وكريستيانو زانيتي
وكريستيانو فييري، والهولندي سيدورف، والأرجنتيني خافير زانيتي القائد
الحالي للإنتير، وألفارو ريكوبا من الأوروغواي.
هو الذي ألح على استقدامه في صيف عام 2000
ويذكر
مسؤولو المركز الرياضي للإنتير “جاشينتو فاكيتي” أن مارتشيلو ليبي،
المدرب السابق للإنتير والمدير الفني للمنتخب الإيطالي حاليا، هو الذي ألح
على استقدام عنتر يحيى في صيف عام 2000 وذلك إثر تقارير جد إيجابية أعدت
عنه من قبل ملاحظي النادي الإيطالي بعدما عاينوه لفترة طويلة في المدرسة
الكروية لنادي سوشو الفرنسي، وكذا في مباريات دولية مع المنتخب الفرنسي
لفئة أقل من 18 عاما. وقد كان ليبي وافق على تعاقد إدارة النادي مع عنتر
يحيى لثلاث سنوات كاملة.
“كان يقول
إنه صاحب إمكانات كبيرة وأنه يشبه كثيرا الفرنسي لوران بلان”

وأكد
لنا معظم مسؤولي وموظفي المركز الرياضي للإنتير أن مارتشيلو ليبي كان
معجبا كثيرا بعنتر يحيى خاصة بعدما عاينه مباشرة في حصص تدريبية وبعض
المباريات الودية بعد انضمامه إلى نادي اللونين الأسود والأزرق، وأضافوا
أنه كان يقول عنه أنه صاحب إمكانات كبيرة وتنبأ له بمستقبل زاهر، وأشاروا
إلى أنه كان يشير إلى أنه يشبه كثيرا الدولي الفرنسي لوران بلان الذي كان
لا يزال محترفا مع الإنتير، والذي كان زميلا لزيدان في المنتخب الفرنسي
وواحدا من أصدقائه المقربين. ويقع المركز الرياضي للإنتير في الضاحية
الشمالية لمدينه ميلانو، بين سلسلة من الحدائق والمروج الخضراء، ويتربع على
مساحة إجمالية تقدر بنحو 30 ألف متر مربع، ويحتوي على 3 ملاعب بالعشب
الطبيعي وملعب بالعشب الاصطناعي، وقاعة متعددة الرياضات، مطعم، ومسبح،
قاعتين للتدليك، وعدة مرافق أخرى لا تختلف ولا تقل أهمية عمّا هو موجود في
المركز الرياضي لفريق فئة الأكابر، وقد أطلق على المركز اسم “ جاشينتو
فاكيتي” (Giancinto Facchetti) أحد أبرز اللاعبين في تاريخ الإنتير
والمنتخب الإيطالي طوال الستينيات والسبعينيات، حيث احترف مع الإنتير 18
سنة بين عامي 1960 و1978 (634 مباراة و75 هدفا) وشارك مع المنتخب الإيطالي
في 94 مقابلة بين عامي 1963 و1977 وسجل فيها 3 أهداف، وقد وصل معه في
نهائيات كأس العالم 1970 إلى مباراة النهائي وخسرها أمام منتخب البرازيل.
--------
كازيراغي (المسؤول الأول عن اكتشاف المواهب
والتكوين في الإنتير):

“لازلنا
نتابع عنتر يحيى ونعرف عنه كل شيء”

يحظى بيارلويجي كازيراغي،
(Pierluigi Casiraghi) الخبير الإيطالي في كرة القدم بمكانة خاصة ومميّزة
في المركز الرياضي “جاشينتو فاكيتي” التابع لنادي الإنتير، وذلك بفضل خبرته
وكفاءته العالية في اكتشاف المواهب وجلبها إلى المركز قصد تحضيرها
للانضمام الى الفريق الأول لنادي “الأسود والأزرق” أو انتقالها إلى ناد
كبير آخر. في قلب المركز بالذات وحين كان النادي يحتفل بتتويج أشبال المدرب
خوزي مورينيو بلقب البطولة الإيطالية خصّنا كازيراغي بهذا الحوار الذي
تطرقنا فيه معه إلى الفترة التي قضاها الدولي الجزائري عنتر يحيى في
الإنتير قبل انتقاله إلى باستيا ثم نيس قبل أن يشد الرحال إلى بوخوم
الألماني.
السيد كازيراغي ماذا
تذكرون عن عنتر يحيى ؟

أعرف جيدا عنتر يحيى باعتبار أنني كنت
ولازلت المسؤول الأول عن اكتشاف المواهب واستقدامها إلى الإنتير. وقد كنت
من السبّاقين إلى الموافقة على التعاقد معه في صيف 2000، إثر التقارير
الإيجابية جدا التي رفعها إلينا الفنيون المكلفون باكتشاف المواهب، وكان
عنتر يحيى آنذاك في طريق التخرج من المدرسة الكروية لنادي سوشو الفرنسي،
وقد أثبتت الأيام فيما بعد أن رأي فنيينا كان في غاية الصواب.
ماذا تقصدون بالضبط؟
ما أود الإشارة
إليه هو أنه حين انضم عنتر يحيى إلى المركز وعاينه المدرب القدير والشهير
مارتشيلو ليبي، وكان آنذاك على رأس العارضة الفنية للإنتير، فقد أثنى عليه
كثيرا وأوصى بالتمسك به، بل أذكر أنه كان يرى فيه الخليفة الأمثل للدولي
الفرنسي لوران بلان الفائز مع منتخب بلاده بكأس العالم 1998، والذي كان على
وشك أن يضع حدا لمشواره الاحترافي مع الإنتير.
ولكن عنتر يحيى لم يعمّر طويلا مع الإنتير؟
هذا
صحيح، ولكن السبب يعود إلى التغييرات الكثيرة التي طرأت على العارضة
الفنية وحتى على مستوى التعداد، حيث غادر مارتشيلو ليبي الفريق وحل مكانه
ماركو تارديلي (Marco Tardelli)، النائب الحالي لجوفاني تراباتوني
(Trapattoni) مدرب المنتخب الايرلندي الذي سيلعب مباراة ودية مع المنتخب
الجزائري في الأيام المقبلة، وبعده نصّب على العارضة الفنية الأرجنتيني
هيكتور كوبير، وقد انتقل عنتر يحيى إلى نادي باستيا حيث انتزع مكانا في
التشكيلة الأساسية، ومنه انضم إلى نيس وبعده إلى بوخوم الألماني، ونحن
نتابع مشواره خطوة بخطوة.
وهل تعرفون
مشواره مع المنتخب الجزائري؟

بالتأكيد، بل نعرف كل شيء عن
مبارياته مع المنتخب الجزائري، وهذا ليس من باب الفضول الشخصي وإنما يدخل
في صميم مهام مركز الإنتير فيما يتعلق بمتابعة كل لاعب مر بمدرسته أو
بمركزه، فنحن نعرف كل كبيرة وصغيرة عن مشواره الرياضي.
وماذا تذكرون عن مبارياته مع المنتخب الجزائري؟

أبرز ما نذكره في مشواره مع المنتخب الجزائري هو الهدف الرائع
والتاريخي الذي وقّعه في مرمى المنتخب المصري في نوفمبر الماضي في السودان،
وهو الهدف الذي أهّل بلادكم إلى نهائيات كأس العالم. وأعترف لك أنني شعرت
بفرحة كبيرة في تلك الليلة.
وهل
شاهدت الهدف؟

أنا لم أشاهد الهدف الذي أحرزه عنتر يحيى فقط،
وإنما تابعت كل المباريات، وقد كنا مجموعة من فنيي الإنتير الذين شاهدوها
مباشرة ومن هنا في المركز بالذات، لقد قلت لك قبل قليل أننا في هذا المركز
لا ننسى ولا نهمل أبدا من مرّ بمركز الإنتير “جاشينتو فاكيتي” سواء انضم
إلى فريق الأكابر مثلما هو الحال بالنسبة لبالوتيلي وسانتون أو من قادته
الأقدار إلى الدفاع عن ألوان أندية أخرى، وهم كثيرون جدا في الأندية
الإيطالية وفي إسبانيا، ألمانيا، انجلترا، هولندا وغيرها.
وماذا تذكر أيضا من تلك المباراة؟
ما
لفت انتباهي أن المنتخب الجزائري تحكم في زمام المباراة منذ البداية، وكان
عازما على افتكاك الفوز وتأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وأعتقد
أنه كان قادرا أن يعمق النتيجة في أكثر من مناسبة، ولأن عنتر يحيى كان مع
المنتخب الجزائري ورجل المقابلة فقد أسعدتني النتيجة كثيرا، لأن مركزنا
سيكون حاضرا عن طريقه في مونديال جنوب إفريقيا.
هل تعتقد أن عنتر يحيى قد يعود للاحتراف لاحقا
في الإنتير؟

هذا السؤال لا يطرح علي وإنما على الجهاز الفني
للفريق الأول، وهو مشغول الآن بالإعداد لمباراة نهائي كأس رابطة الأبطال
الأوروبية أمام بايرن ميونيخ الألماني السبت المقبل بملعب سانتياغو
بيرنابيو بمدريد، ولكن في كرة القدم كل شيء وارد وممكن خاصة في حال تألق
المنتخب الجزائري ومعه عنتر يحيى في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا.
كلمة أخيرة نختم بها الحوار.
أتمنى
للمنتخب الجزائري التوفيق في المونديال وخاصة لعنتر يحيى، وأقول له أننا
مازلنا نذكره بكل خير هنا في المركز الرياضي للإنتير، وسنكون من المشجعين
له في كل المباريات التي سنحرص على مشاهدتها، وأضيف أن قبل عنتر يحيى، فإن
الإنتير كان قبل أكثر من عشرين سنة على وشك ضم لاعب جزائري اشتهر كثيرا
آنذاك وأعني به رابح ماجر، لأشير بذلك إلى أن علاقة الإنتير بالكرة
الجزائرية ليست وليدة اليوم
.