تفصل 48 ساعة فقط عن مواجهة “الخضر” في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا
أمام نظيره الإنجليزي أحد المنتخبات المرشحة للتتويج بالكأس العالمية،
ويكفي ذلك للتأكيد على صعوبة المهمة التي تنتظر زملاء عنتر يحيى بعد غد في
ملعب “كاب تاون”، بغض النظر عن أرمادة النجوم التي يملكها الإنجليز بقيادة
مدرب كبير وذكي اسمه “كابيلو“، كما أن “الخضر” مطالبون بتحقيق نتيجة
إيجابية على الأقل التعادل إذا أرادوا الاحتفاظ ببصيص الأمل في المرور إلى
الدور الثاني بعد الخسارة القاسية في الجولة الأولى أمام سلوفينيا، في حين
أن الخسارة بعد غد ستقصيهم قبل الأوان.
الجزائر خامس منتخب عربي يواجه الإنجليز في “المونديال”
وبعيدا
عن قوة الإنجليز بتاريخهم العريق والأسماء اللامعة التي تشكل المنتخب،
وبعيدا كذلك عن أن المباراة صعبة جدا لـ “الخضر”، فإن التاريخ يبقى شاهدا
على أن المنتخب الإنجليزي لم يسبق له أن هُزم في تاريخ نهائيات كأس العالم
أمام أيّ منتخب عربي، حيث واجه إلى حد الآن في النهائيات أربعة منتخبات
عربية والأمر يتعلق بكل من الكويت، تونس، مصر والمغرب، دون أن ينجح ولا
واحد من المنتخبات العربية في الإطاحة به. قبل أن يكون الموعد هذا الجمعة
مع المنتخب العربي الخامس الذي سيواجه إنجلترا وهو الجزائر، وكل آمال العرب
معلقة عليه لإلحاق الخسارة بتشكيلة “كابيلو“ التي ستكون تاريخية.
إنجلترا 1 – الكويت 0 في 1982
كان
المنتخب العربي الأول الذي واجه نظيره الإنجليزي في نهائيات”المونديال” هو
الكويت في كأس العالم 1982 التي جرت في إسبانيا لحساب المجموعة الرابعة،
وقد اكتفى المنتخب الكويتي بتحقيق نقطة واحدة في مجموعته أمام تشيكسلوفاكيا
(1/1) قبل أن يتجرّع خسارة ثقيلة أمام فرنسا (1/4)، كما انهزم في الجولة
الثالثة أمام إنجلترا بهدف دون مقابل، ليغادر الكويت “المونديال” باحتلاله
المركز الرابع والأخير في مجموعته.
المغرب
الوحيد الذي خطف نقطة
في 1986
ويتأهل إلى الدور الثاني

وفي الدورة الموالية بـ المكسيك سنة
1986، أوقعت القرعة المنتخب الإنجليزي أمام منتخب عربي آخر وهو المغرب في
المجموعة السادسة، حيث تألق المغاربة بشكل لافت واحتلوا الريادة في
مجموعتهم بعد تعادلين أمام بولونيا وإنجلترا بنفس النتيجة (0/0)، قبل أن
يفوزوا على البرتغال (3/1)، ليكونوا أول منتخب عربي يتأهل إلى الدور الثاني
في نهائيات”المونديال”، وهذا قبل أن يقصوا في الدور الثاني بشرف أمام
ألمانيا بهدف دون ردّ.
المصريون
سقطوا أمامهم بهدف في 1990 ويقصون في الدور الأول

وبعد ذلك أتى
الدور على المنتخب المصري ليلاقي إنجلترا في “مونديال” إيطاليا سنة 1990
عندما أوقعته القرعة معها لتشكيل المجموعة الساسة رفقة إيرلندا وهولندا.
حيث اكتفى المصريون بالتعادل في المبارتين الأوليين أمام هولندا(1/1)
وإيرلندا(0/0)، قبل أن يتكبدوا الخسارة أمام الإنجليز في المباراة الثالثة
بهدف مقابل صفر. لتحتل مصر المركز الرابع والأخير في مجموعتها وتخرج من
السباق في الدور الأول.
تونس على خطى
مصر وتنهار بثنائية

المنتخب العربي الرابع الذي واجه إنجلترا في
نهائيات كأس العالم كان المنتخب التونسي في “مونديال” 1998 بفرنسا حينما
أوقعته القرعة في المجموعة السادسة التي ضمت إضافة إلى تونس وإنجلترا كلا
من كولومبيا ورومانيا، حيث لم يكن حظ التونسيين أفضل من الكويت ومصر وسقطوا
أمام الإنجليز بثنائية نظيفة دون مقابل، ثم خسارة ثانية أمام كولومبيا
بهدف دون رد، ليكتفوا بالتعادل في المباراة الثالثة ضد رومانيا بهدف لمثله
سجله اسكندر السويح ويغادرون “المونديال” في الدور الأول.
هل تفعلها الجزائر في 2010 وتطيح بأرمادة الإنجليز و“كابيلو“؟
بعد
12 سنة من مواجهة مصر، عاد المنتخب الإنجليزي ليواجه منتخبا عربيا في دورة
جنوب إفريقيا بمعطيات مختلفة هذه المرّة، لأن المنتخب الجزائري انهزم في
مباراته الأولى وإنجلترا اكتفت بالتعادل، ما يعني أن المنتخبين سيكونان
مطالبين بالفوز إذا أرادا إنعاش حظوظهما في المرور إلى الدور الثاني، كما
أن “الخضر” ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجّهت إليهم وإلى المدرب رابح
سعدان بعد مباراة سلوفينيا، إلا أنهم قادرون على صنع المفاجأة وردّ
الاعتبار إلى أنفسهم بعد غد، ليكونوا المنتخب العربي الأول الذي يطيح
بالإنجليز في كأس العالم.