لم يتمكن أي لاعب دولي جزائري
إلى حد الساعة، من افتكاك عقد احترافي يليق بمستوى المشاركة في أكبر تظاهرة
كروية عالمية، وبالرغم من تداول مختلف وسائل الإعلام الأوروبية والمواقع
الإلكترونية المتخصصة، أخبار اهتمام الأندية الأوروبية بلاعبينا المحترفين،
والمبالغ المالية المعروضة من أجل الاستفادة من خدماتهم، إلا أن الأمر لم
يتعد حدود الإعجاب بإمكاناتهم، أو على الأكثـر نهاية المفاوضات بالفشل،
وبالمقابل أبدى أكثـر من ناد أوروبي رغبته في ''التخلّص'' من اللاعبين
الجزائريين لأسباب مالية بحتة في ظل العجز المالي الذي تعاني منه الأندية
الأوروبية وحتى الكبيرة منها، بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية
بظلالها على مختلف البطولات الأوروبية، لتدخل سوق الانتقالات في كساد لم
يشهد له مثيلا. فأغنى ناد في العالم ريال مدريد الذي أنفق الموسم المنصرم
230 مليون أورو في الاستقدامات، ودفع 94 مليون أورو لضم المهاجم البرتغالي
كريستيانو رونالدو، مسّته هذا الموسم الضائقة المالية وعرض مهاجمه
البرازيلي كاكا قصد الاستفادة من صفقة تحويله لجلب مواطنه مايكون. ونفس
الوضع يعيشه نادي برشلونة الذي لم يفكر مسؤولوه في بيع المهاجم
إبراهيموفيتش. وإذا كانت الأزمة المالية قد زعزعت كيان أكبر نجوم الكرة
العالمية وتقلص تهافت الأندية عليها، فإن لاعبي المنتخب الوطني هم أيضا
معنيين بهذه الأزمة وأثرت عليهم بشكل مباشر.
يبدة وحليش أكبر المتضرّرين
لعل
أكبر اللاعبين المتضرّرين خلال الميركاتو الصيفي الحالي، هم أفضل اللاعبين
الذين ظهروا على الأقل بمستوى طيب خلال نهائيات كأس العالم التي شارك فيها
المنتخب الجزائري بجنوب إفريقيا مؤخرا، على غرار قلب الدفاع رفيق حليش
والظهير الأيسر نذير بلحاج ولاعبي خط الوسط حسان يبدة ومهدي لحسن، حيث
تحولت مشاركتهم في العرس الكروي العالمي من نعمة إلى نقمة بالنظر لوضعيتهم
المبهمة في نواديهم.
وبالرغم من الخروج المبكر لـ''الخضر'' من المونديال، إلا أن اللاعبين
المذكورين تركوا انطباعا حسنا لدى المختصين، خاصة من أبرز المدربين على
الساحة العالمية على غرار المدرب الفرنسي لنادي أرسنال أرسين فينغر، الذي
أبدى إعجابه بقدرات يبدة وحليش، اللذان ارتبط اسمهما لفترة وجيزة بالنادي
اللندني قبل أن يوضح هذا الأخير بأن اللاعبين ليسا ضمن اهتماماته، ليدخل
ثنائي نادي بنفيكا البرتغالي في دوامة ويواجها مصيرا مجهولا، في ظل تمسّك
مدرب الفريق خورخي خيسوس بالاستغناء عنهما وعدم وضعهما ضمن مخططاته.
فنادي العاصمة البرتغالية ساوم مؤخرا رفيق حليش بتمديد عقده الذي ينتهي في
العام ,2012 مقابل إعارته إلى نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي الذي يصرّ
على ضمه، وحدد مبلغ مليوني أورو لمن يريد شراء عقده نهائيا، إلا أن اللاعب
لم يتلق لحد الساعة أي عرض رسمي وجاد قصد ضمه، ونفس الأمر ينطبق على حسان
يبدة الذي يرفض مدربه الاحتفاظ به، حيث عرضه للبيع، قبل أن يتصدر خبر
اهتمام فريقي بولتون وفولهام الإنجليزيين بخدماته صفحات الجرائد البرتغالية
والإنجليزية ولكن من دون أن يجد اللاعب فريقا يلعب له، وقد ينتهي به الأمر
وزميله حليش باللعب على شكل إعارة على غرار الموسم الماضي عندما واصل
المدافع السابق لنصر حسين داي اللعب معارا إلى نادي ناسيونال ماديرا
البرتغالي، فيما تمت إعارة يبدة في آخر يوم من المهلة القانونية للانتقالات
الصيفية إلى نادي بورتسموث الإنجليزي.
الدفع نقدا تغلّب على التقسيط في صفقة بلحاج
ومن دون شك فإن أكثر الصفقات جدلا، هي انتقال الجناح نذير بلحاج من نادي
بورتسموث الإنجليزي إلى نادي السد القطري، والذي أثار ضجة كبيرة في الجزائر
وأوروبا، حيث وصفت الصفقة بالمخيبة للآمال، بالنظر إلى انتقال اللاعب من
مستوى أعلى إلى بطولة ''مغمورة''، بالرغم من أنه كان تصدر قائمة اللاعبين
الأكثر طلبا في الأندية الأوروبية.
فمن نادي ليون الفرنسي إلى بورتسموث الإنجليزي مرورا بنادي لانس، لفت بلحاج
انتباه عملاق الكرة الإسبانية نادي برشلونة، ثم أثار اهتمام فريقي أنتير
ميلان وروما الإيطاليين، حسب الصحافة المتخصصة. وبالرغم من دخول نادي لازيو
الإيطالي العريق في مفاوضات ماراتونية لضم بلحاج، إلا أن هذا الأخير انتهى
به الأمر في فريق صغير وهو ما شكل صدمة لدى متتبعي الكرة في الجزائر.
ومهما قيل عن الصفقة ''الفاشلة'' لبلحاج، فإنها مرتبطة أساسا بالمال، فنادي
بورتسموث الإنجليزي كان يطمح لبيعه بأكبر مبلغ مالي ممكن قصد تسديد جزء من
ديونه الكبيرة، والتي ألقت به إلى بطولة الدرجة الثانية، كما أن نادي السد
دفع مبلغ التحويل الذي تجاوز 5 ملايين أورو نقدا للنادي الإنجليزي، في وقت
عرض فيه نادي لازيو دفع المبلغ بالتقسيط وهو الأمر الذي رفضه الإنجليز،
ليواجه اللاعب مصيره المحتوم باللعب في السد القطري، على أمل العودة إلى
أوروبا سريعا في حالة تلقي فريقه عرضا من هناك خلال فترة التحويلات
الشتوية.
لعنة المونديال تصيب لحسن
ولم ينج مهدي لحسن، لاعب وسط راسنغ سانتاندير الإسباني من ''لعنة
المونديال''، فبالرغم من المستوى المقبول الذي ظهر به مع فريقه الموسم
الماضي، حيث كان من بين اللاعبين القلائل في إسبانيا الذين لعبوا كل
المباريات، عاد اللاعب إلى كرسي الاحتياط بسبب ابتعاده عن المنافسة بعد
الإصابة التي تعرض لها في أول مبارياته مع ''الخضر'' أمام صربيا، قبل أن
يفرض نفسه في التشكيلة الوطنية خلال مونديال جنوب إفريقيا، حيث كان من بين
أحسن اللاعبين، لكن ذلك لم يشفع له لدى فريقه، الذي يسعى لبيعه بكل ما أوتي
من قوة قصد توفير مبلغ من المال لتغطية نفقاته الأخرى، ولم يتلق لحسن لحد
الساعة أي عرض رسمي، إلا بعض ما كتبته الصحافة الإسبانية عن اهتمام فريقي
ديبورتيفو لاكورون وإسبانيول بضمه.
مغني وجبور وعبدون أمام مصير مجهول
ولأسباب مالية أيضا، فإن مصير المهاجم رفيق جبور لايزال غامضا مع فريقه أيك
أثينا اليوناني، الذي لم يفصل بعد في مستقبله، بالبقاء أو الرحيل. ففي وقت
عرض الفريق تمديد العقد، وعدم زيادة راتبه الشهري، في ظل الأزمة المالية
التي يعاني منها النادي، فإن جبور طلب رفع أجرته مقابل البقاء، وهو يتدرب
حاليا مع فريقه دون أن يصل إلى اتفاق نهائي.
ونفس الشيء ينطبق على لاعب وسط نادي نانت جمال عبدون الذي يبقى مستقبله
مجهولا أيضا، بسبب عدم رغبة مسؤولي فريقه ومدربه في بقائه، ورغبته هو الآخر
في الرحيل، لكن دون أن يتلقى عرضا رسميا، ما عدا إشارة الصحافة الفرنسية
إلى اهتمام نادي أرل أفينيون بضمه.
وتشكل وضعية المايسترو مراد مغني حالة خاصة جدا، كونه يوجد في فترة نقاهة
بعد إجرائه عملية جراحية على مستوى الركبة، ما حرمه من المشاركة في مونديال
جنوب إفريقيا، ويبقى مستقبله غامضا هو الآخر، فبالرغم من إعلانه البقاء في
نادي لازيو الإيطالي إلا أن ذلك لم يتأكد بعد، كون الفريق لن يستفيد من
خدماته بما أنه يفتقد إلى المنافسة، ومن الممكن جدا أن يضطر إلى بيعه أو
إعارته كي يستفيد ماليا في ظل الأزمة التي يعاني منها.
مبولحي ويحيى وبلعيد وزياني ومطمور ومجاني يبحثون عن الأفضل
بغض النظر عن رايس وهاب مبولحي حارس سلافيا صوفيا البلغاري، الذي سيفصل في
مصيره غدا، يبحث كل من المدافعين عنتر يحيى، كارل مجاني وحبيب بلعيد،
ولاعبي الوسط كريم زياني وكريم مطمور عن الأفضل، لكن رغبتهم قد لا تتحقق
لأسباب مالية، فنادي بوخوم لم يتلق عرضا مناسبا لتسريح يحيى، شأنه شأن نادي
فولزبورغ الذي اشترط مبلغا تعجيزيا (5 ملايين أورو) قصد تسريحه ما دفع
ببعض الأندية المهتمة لصرف النظر عنه خاصة وأن راتبه الشهري يتجاوز 300 ألف
أورو، فيما ينتظر كريم مطمور عرضا مناسبا للرحيل عن بوريسيا مونشنغلادباخ
الألماني، في ظل إشارة الصحافة الأوروبية إلى اهتمام نوادي سوشو الفرنسي
وبولتون وسندرلاند الإنجليزيين بخدماته.
كما يرغب مجاني في خوض تجربة أخرى على مستوى أعلى، وبالرغم من ضمانه لمكانة
في نادي أجاكسيو، إلا أنه يتطلع للأفضل، شأنه في ذلك شأن حبيب بلعيد مدافع
اينتراخت فرانكفورت الألماني الذي تصر إدارة فريقه على بيعه قصد الاستفادة
ماليا.
غزال وعمري شادلي وبوعزة وبزاز... الاستثناء
ويشكل كل من عبد القادر غزال وعمري شادلي وياسين بزاز وعامر بوعزة، الاستثناء، وسط زملائهم، بما أنهم أنهوا تعاقداتهم مبكرا.
فبالرغم من ظهوره السيء في المونديال، إلا أن غزال انتقل إلى نادي باري
الإيطالي لأربع سنوات، وقبله انضم عمري شادلي إلى الصاعد الجديد
للبوندسليغا، كايزر سلاوترن، دون أي مشكلة تذكر ورغم عدم مشاركته في
المونديال، شأنه شأن ياسين بزاز الذي انضم إلى تروا، وقبله عامر بوعزة الذي
انتقل إلى الصاعد الجديد لبطولة الدرجة الأولى الفرنسية أرل أفينيون.
قادير وبوفرة وبودبوز ومصباح فضلوا الاستقرار
وفي غمرة المشاكل التي تعترض لاعبينا المحترفين، حفظ كل من فؤاد قادير
ومجيد بوفرة ورياض بودبوز وجمال مصباح ماء الوجه، بعدما ضمنوا بقاءهم في
فرقهم، ومن موقع قوة، بالنظر لمستواهم الثابت سواء مع أنديتهم أو مع
المنتخب الوطني.
فقد فضل قادير البقاء مع نادي فالونسيان الفرنسي، الذي أبدى استعداده
لتلبية كل شروطه، خاصة المالية منها، بعد أن راج خبر اهتامام نادي بوردو
بضمه، شأنه شأن بودبوز الذي أثر هو الأخر البقاء لموسم آخر مع سوشو بالرغم
من اهتمام نادي باليرمو الإيطالي به، كما أن مصباح كان أول من أعلن عن
استمراه في نادي ليتشي الإيطالي الصاعد الجديد لبطولة الدرجة الأولى، فيما
يظل مجيد بوفرة أبرز اللاعبين الذين فرضوا وجودهم في أنديتهم من موقع قوة،
فبالرغم من أنه يوجد محل اهتمام العديد من الأندية الأوروبية، إلا أنه صرح
أمس بأنه سيبقى في غلاسكو رانجرز قصد لعب رابطة الأبطال الأوروبية، لينهي
بذلك السوسبانس الذي حام حول مستقبله، خاصة مع تمسك مسؤولي النادي من
مسيرين ومدربين، وحتى مشجعين ببقائه.
صايفي ومنصوري ليس لديهما ما يخسرانه
بخصوص
القائد السابق للمنتخب الوطني يزيد منصوري والمهاجم صايفي فليس لديهما ما
يخسرانه بعد مشوارهما الاحترافي الطويل وما قدماه للمنتخب الوطني وتعاقد
منصوري مع نادي سيلسا القطري في سن 32 سنة، لم يترك ردود أفعال سريعة سيما
وأنه تقدم في السن شأنه في ذلك شأن زميله رفيق صايفي 34سنة الذي فسخ عقده
بالتراضي مع نادي الخور القطري واعتزل اللعب دوليا. وإن كان صايفي لم يفصل
بعد في مستقبله الاحترافي إلا أنه لا يكترث لهذا الأمر على اعتبار أنه على
مشارف الاعتزال بعدما لعب في المستوى العالي لأكثـر من عشر سنوات.
إلى حد الساعة، من افتكاك عقد احترافي يليق بمستوى المشاركة في أكبر تظاهرة
كروية عالمية، وبالرغم من تداول مختلف وسائل الإعلام الأوروبية والمواقع
الإلكترونية المتخصصة، أخبار اهتمام الأندية الأوروبية بلاعبينا المحترفين،
والمبالغ المالية المعروضة من أجل الاستفادة من خدماتهم، إلا أن الأمر لم
يتعد حدود الإعجاب بإمكاناتهم، أو على الأكثـر نهاية المفاوضات بالفشل،
وبالمقابل أبدى أكثـر من ناد أوروبي رغبته في ''التخلّص'' من اللاعبين
الجزائريين لأسباب مالية بحتة في ظل العجز المالي الذي تعاني منه الأندية
الأوروبية وحتى الكبيرة منها، بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية
بظلالها على مختلف البطولات الأوروبية، لتدخل سوق الانتقالات في كساد لم
يشهد له مثيلا. فأغنى ناد في العالم ريال مدريد الذي أنفق الموسم المنصرم
230 مليون أورو في الاستقدامات، ودفع 94 مليون أورو لضم المهاجم البرتغالي
كريستيانو رونالدو، مسّته هذا الموسم الضائقة المالية وعرض مهاجمه
البرازيلي كاكا قصد الاستفادة من صفقة تحويله لجلب مواطنه مايكون. ونفس
الوضع يعيشه نادي برشلونة الذي لم يفكر مسؤولوه في بيع المهاجم
إبراهيموفيتش. وإذا كانت الأزمة المالية قد زعزعت كيان أكبر نجوم الكرة
العالمية وتقلص تهافت الأندية عليها، فإن لاعبي المنتخب الوطني هم أيضا
معنيين بهذه الأزمة وأثرت عليهم بشكل مباشر.
يبدة وحليش أكبر المتضرّرين
لعلأكبر اللاعبين المتضرّرين خلال الميركاتو الصيفي الحالي، هم أفضل اللاعبين
الذين ظهروا على الأقل بمستوى طيب خلال نهائيات كأس العالم التي شارك فيها
المنتخب الجزائري بجنوب إفريقيا مؤخرا، على غرار قلب الدفاع رفيق حليش
والظهير الأيسر نذير بلحاج ولاعبي خط الوسط حسان يبدة ومهدي لحسن، حيث
تحولت مشاركتهم في العرس الكروي العالمي من نعمة إلى نقمة بالنظر لوضعيتهم
المبهمة في نواديهم.
وبالرغم من الخروج المبكر لـ''الخضر'' من المونديال، إلا أن اللاعبين
المذكورين تركوا انطباعا حسنا لدى المختصين، خاصة من أبرز المدربين على
الساحة العالمية على غرار المدرب الفرنسي لنادي أرسنال أرسين فينغر، الذي
أبدى إعجابه بقدرات يبدة وحليش، اللذان ارتبط اسمهما لفترة وجيزة بالنادي
اللندني قبل أن يوضح هذا الأخير بأن اللاعبين ليسا ضمن اهتماماته، ليدخل
ثنائي نادي بنفيكا البرتغالي في دوامة ويواجها مصيرا مجهولا، في ظل تمسّك
مدرب الفريق خورخي خيسوس بالاستغناء عنهما وعدم وضعهما ضمن مخططاته.
فنادي العاصمة البرتغالية ساوم مؤخرا رفيق حليش بتمديد عقده الذي ينتهي في
العام ,2012 مقابل إعارته إلى نادي فيتوريا غيماريش البرتغالي الذي يصرّ
على ضمه، وحدد مبلغ مليوني أورو لمن يريد شراء عقده نهائيا، إلا أن اللاعب
لم يتلق لحد الساعة أي عرض رسمي وجاد قصد ضمه، ونفس الأمر ينطبق على حسان
يبدة الذي يرفض مدربه الاحتفاظ به، حيث عرضه للبيع، قبل أن يتصدر خبر
اهتمام فريقي بولتون وفولهام الإنجليزيين بخدماته صفحات الجرائد البرتغالية
والإنجليزية ولكن من دون أن يجد اللاعب فريقا يلعب له، وقد ينتهي به الأمر
وزميله حليش باللعب على شكل إعارة على غرار الموسم الماضي عندما واصل
المدافع السابق لنصر حسين داي اللعب معارا إلى نادي ناسيونال ماديرا
البرتغالي، فيما تمت إعارة يبدة في آخر يوم من المهلة القانونية للانتقالات
الصيفية إلى نادي بورتسموث الإنجليزي.
الدفع نقدا تغلّب على التقسيط في صفقة بلحاج
ومن دون شك فإن أكثر الصفقات جدلا، هي انتقال الجناح نذير بلحاج من نادي
بورتسموث الإنجليزي إلى نادي السد القطري، والذي أثار ضجة كبيرة في الجزائر
وأوروبا، حيث وصفت الصفقة بالمخيبة للآمال، بالنظر إلى انتقال اللاعب من
مستوى أعلى إلى بطولة ''مغمورة''، بالرغم من أنه كان تصدر قائمة اللاعبين
الأكثر طلبا في الأندية الأوروبية.
فمن نادي ليون الفرنسي إلى بورتسموث الإنجليزي مرورا بنادي لانس، لفت بلحاج
انتباه عملاق الكرة الإسبانية نادي برشلونة، ثم أثار اهتمام فريقي أنتير
ميلان وروما الإيطاليين، حسب الصحافة المتخصصة. وبالرغم من دخول نادي لازيو
الإيطالي العريق في مفاوضات ماراتونية لضم بلحاج، إلا أن هذا الأخير انتهى
به الأمر في فريق صغير وهو ما شكل صدمة لدى متتبعي الكرة في الجزائر.
ومهما قيل عن الصفقة ''الفاشلة'' لبلحاج، فإنها مرتبطة أساسا بالمال، فنادي
بورتسموث الإنجليزي كان يطمح لبيعه بأكبر مبلغ مالي ممكن قصد تسديد جزء من
ديونه الكبيرة، والتي ألقت به إلى بطولة الدرجة الثانية، كما أن نادي السد
دفع مبلغ التحويل الذي تجاوز 5 ملايين أورو نقدا للنادي الإنجليزي، في وقت
عرض فيه نادي لازيو دفع المبلغ بالتقسيط وهو الأمر الذي رفضه الإنجليز،
ليواجه اللاعب مصيره المحتوم باللعب في السد القطري، على أمل العودة إلى
أوروبا سريعا في حالة تلقي فريقه عرضا من هناك خلال فترة التحويلات
الشتوية.
لعنة المونديال تصيب لحسن
ولم ينج مهدي لحسن، لاعب وسط راسنغ سانتاندير الإسباني من ''لعنة
المونديال''، فبالرغم من المستوى المقبول الذي ظهر به مع فريقه الموسم
الماضي، حيث كان من بين اللاعبين القلائل في إسبانيا الذين لعبوا كل
المباريات، عاد اللاعب إلى كرسي الاحتياط بسبب ابتعاده عن المنافسة بعد
الإصابة التي تعرض لها في أول مبارياته مع ''الخضر'' أمام صربيا، قبل أن
يفرض نفسه في التشكيلة الوطنية خلال مونديال جنوب إفريقيا، حيث كان من بين
أحسن اللاعبين، لكن ذلك لم يشفع له لدى فريقه، الذي يسعى لبيعه بكل ما أوتي
من قوة قصد توفير مبلغ من المال لتغطية نفقاته الأخرى، ولم يتلق لحسن لحد
الساعة أي عرض رسمي، إلا بعض ما كتبته الصحافة الإسبانية عن اهتمام فريقي
ديبورتيفو لاكورون وإسبانيول بضمه.
مغني وجبور وعبدون أمام مصير مجهول
ولأسباب مالية أيضا، فإن مصير المهاجم رفيق جبور لايزال غامضا مع فريقه أيك
أثينا اليوناني، الذي لم يفصل بعد في مستقبله، بالبقاء أو الرحيل. ففي وقت
عرض الفريق تمديد العقد، وعدم زيادة راتبه الشهري، في ظل الأزمة المالية
التي يعاني منها النادي، فإن جبور طلب رفع أجرته مقابل البقاء، وهو يتدرب
حاليا مع فريقه دون أن يصل إلى اتفاق نهائي.
ونفس الشيء ينطبق على لاعب وسط نادي نانت جمال عبدون الذي يبقى مستقبله
مجهولا أيضا، بسبب عدم رغبة مسؤولي فريقه ومدربه في بقائه، ورغبته هو الآخر
في الرحيل، لكن دون أن يتلقى عرضا رسميا، ما عدا إشارة الصحافة الفرنسية
إلى اهتمام نادي أرل أفينيون بضمه.
وتشكل وضعية المايسترو مراد مغني حالة خاصة جدا، كونه يوجد في فترة نقاهة
بعد إجرائه عملية جراحية على مستوى الركبة، ما حرمه من المشاركة في مونديال
جنوب إفريقيا، ويبقى مستقبله غامضا هو الآخر، فبالرغم من إعلانه البقاء في
نادي لازيو الإيطالي إلا أن ذلك لم يتأكد بعد، كون الفريق لن يستفيد من
خدماته بما أنه يفتقد إلى المنافسة، ومن الممكن جدا أن يضطر إلى بيعه أو
إعارته كي يستفيد ماليا في ظل الأزمة التي يعاني منها.
مبولحي ويحيى وبلعيد وزياني ومطمور ومجاني يبحثون عن الأفضل
بغض النظر عن رايس وهاب مبولحي حارس سلافيا صوفيا البلغاري، الذي سيفصل في
مصيره غدا، يبحث كل من المدافعين عنتر يحيى، كارل مجاني وحبيب بلعيد،
ولاعبي الوسط كريم زياني وكريم مطمور عن الأفضل، لكن رغبتهم قد لا تتحقق
لأسباب مالية، فنادي بوخوم لم يتلق عرضا مناسبا لتسريح يحيى، شأنه شأن نادي
فولزبورغ الذي اشترط مبلغا تعجيزيا (5 ملايين أورو) قصد تسريحه ما دفع
ببعض الأندية المهتمة لصرف النظر عنه خاصة وأن راتبه الشهري يتجاوز 300 ألف
أورو، فيما ينتظر كريم مطمور عرضا مناسبا للرحيل عن بوريسيا مونشنغلادباخ
الألماني، في ظل إشارة الصحافة الأوروبية إلى اهتمام نوادي سوشو الفرنسي
وبولتون وسندرلاند الإنجليزيين بخدماته.
كما يرغب مجاني في خوض تجربة أخرى على مستوى أعلى، وبالرغم من ضمانه لمكانة
في نادي أجاكسيو، إلا أنه يتطلع للأفضل، شأنه في ذلك شأن حبيب بلعيد مدافع
اينتراخت فرانكفورت الألماني الذي تصر إدارة فريقه على بيعه قصد الاستفادة
ماليا.
غزال وعمري شادلي وبوعزة وبزاز... الاستثناء
ويشكل كل من عبد القادر غزال وعمري شادلي وياسين بزاز وعامر بوعزة، الاستثناء، وسط زملائهم، بما أنهم أنهوا تعاقداتهم مبكرا.
فبالرغم من ظهوره السيء في المونديال، إلا أن غزال انتقل إلى نادي باري
الإيطالي لأربع سنوات، وقبله انضم عمري شادلي إلى الصاعد الجديد
للبوندسليغا، كايزر سلاوترن، دون أي مشكلة تذكر ورغم عدم مشاركته في
المونديال، شأنه شأن ياسين بزاز الذي انضم إلى تروا، وقبله عامر بوعزة الذي
انتقل إلى الصاعد الجديد لبطولة الدرجة الأولى الفرنسية أرل أفينيون.
قادير وبوفرة وبودبوز ومصباح فضلوا الاستقرار
وفي غمرة المشاكل التي تعترض لاعبينا المحترفين، حفظ كل من فؤاد قادير
ومجيد بوفرة ورياض بودبوز وجمال مصباح ماء الوجه، بعدما ضمنوا بقاءهم في
فرقهم، ومن موقع قوة، بالنظر لمستواهم الثابت سواء مع أنديتهم أو مع
المنتخب الوطني.
فقد فضل قادير البقاء مع نادي فالونسيان الفرنسي، الذي أبدى استعداده
لتلبية كل شروطه، خاصة المالية منها، بعد أن راج خبر اهتامام نادي بوردو
بضمه، شأنه شأن بودبوز الذي أثر هو الأخر البقاء لموسم آخر مع سوشو بالرغم
من اهتمام نادي باليرمو الإيطالي به، كما أن مصباح كان أول من أعلن عن
استمراه في نادي ليتشي الإيطالي الصاعد الجديد لبطولة الدرجة الأولى، فيما
يظل مجيد بوفرة أبرز اللاعبين الذين فرضوا وجودهم في أنديتهم من موقع قوة،
فبالرغم من أنه يوجد محل اهتمام العديد من الأندية الأوروبية، إلا أنه صرح
أمس بأنه سيبقى في غلاسكو رانجرز قصد لعب رابطة الأبطال الأوروبية، لينهي
بذلك السوسبانس الذي حام حول مستقبله، خاصة مع تمسك مسؤولي النادي من
مسيرين ومدربين، وحتى مشجعين ببقائه.
صايفي ومنصوري ليس لديهما ما يخسرانه
بخصوصالقائد السابق للمنتخب الوطني يزيد منصوري والمهاجم صايفي فليس لديهما ما
يخسرانه بعد مشوارهما الاحترافي الطويل وما قدماه للمنتخب الوطني وتعاقد
منصوري مع نادي سيلسا القطري في سن 32 سنة، لم يترك ردود أفعال سريعة سيما
وأنه تقدم في السن شأنه في ذلك شأن زميله رفيق صايفي 34سنة الذي فسخ عقده
بالتراضي مع نادي الخور القطري واعتزل اللعب دوليا. وإن كان صايفي لم يفصل
بعد في مستقبله الاحترافي إلا أنه لا يكترث لهذا الأمر على اعتبار أنه على
مشارف الاعتزال بعدما لعب في المستوى العالي لأكثـر من عشر سنوات.
