الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله، أما بعد: أيُّها الإخوة الكرام.
بعد رمضان تُطفئ المصابيح وتُنسى صلاةُ التراويح وتهجر المساجد ويقل فيها الرّاكع والسّاجد ونعود للعادة وننسى شهر العبادة.
لقد اكتّضت المساجد في شهر رمضان بالنّاس في الصّلوات الخمس، وعندما انسلخ رمضان اختفوا وانمحت آثارهم كأنّهم استغنوا عن الله أو كأنّ الواجبات سَقَطت عنهم والمُحرّمات أبيحَت لهُم خارج رمضان -نعوذ بالله من الضّلال بعد الهُدى ومِن العمى بعد البصيرة- فكأنّما الحسنات يُذْهِبْن السيّئات، فكذلك السيّئات تقضي على الحسنات وقد قيل ذنب بعد توبة أقبح من سبعين قبلها حتّى بكى بعض السّلف عند الموت، فسُئِل عن ذلك، فقال: أبكي على ليلة ما قمتها وعلى يوم ما صُمتهُ، فإذا كان الإنسانُ سيندَمُ عند الموت على ترك النّوافل فمَا بالكم بِمَن يضيّع الفرائض.
إنْ كان رمضان أخد أوراق اعتماده ورحل عنّا، يجب أنْ نودّع بالاستغفار وطلب القبول، لكنّ كثيرًا منّا يودّعونه ويتبعونه بالمعاصي وترك الواجبات وفعل الموبيقات، مع أنّ الله سُبحانه يأمُرُنا أن نختم شهر القرآن بالتّكبير والشّكر، يقول سبحانه وتعالى: ''وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرون''.
أيّها المسلمون.. لقد حدّثنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن نتّبِع رمضان بصيام ستّة من شهر شوال وهي منزلة صلاة النّافلة بعد الفريضة، فإنّ الفرائض تجبّر أو تكمّل بالنّوافل يوم الحساب، ومن البديهي أنّ أكثر النّاس يقع في صيامه نقص فيحتاج إلى ما يجبره من صيام النفل، ومنها أنّ العودة إلى الصّيام بعد الفطر يدلّ على رغبته في الصيام وأنّه لَم يملّهُ ولم يستثقله.
عباد الله.. إنّ مقابلة نعمة التّوفيق كصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعد خروجه، من تبديل نعمة الله كُفرًا، فمَن عزم منّا على معاودة المعاصي بعد شهر الغفران فصيامه عليه مردود وباب الرّحمة في وجهه مسدود.
إنّ هذه الشّهور والأعوام واللّيالي والأيّام كلّها مقادير، الآجال لم تنقضي سريعًا والّذي أوجدها ربُّ لا يزول، تموت كلّ الخلائق سبحان مَن لا يموت، فإنّ كلّ وقت لا يغتنمه العبد في طاعة سيّده فقد خسره وكلّ ساعة يغفل فيها عن ذِكر ربّه تكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة، فما مضَى من عمر المرء ساعة من السّاعات إلاّ ولله فيها عليه وظيفة من وظائف البر والخير.
إنّ الحياة ساعة فاجعلها طاعة.. فالمؤمن يتقلّب دائمًا بين هذه الطاعات ويتقرّب بها إلى مولاه.
؟ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
رمضان سوق قام ثمّ انفضّ ربح فيه مَن ربح وخَسِر فيه مَن خسر.
فليتَ شعري مَن المقبول منّا فنُهنِّيه ومَن المردود منّا فنُعزِّيه، فهذا الشّهر الكريم سيشهد على كلّ واحد منّا إمّا بالتّوفيق والإحسان أو التّفريط والخسران.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. يا قومنا لا تنسوا الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل في هذا اليوم، أغنوهم عن السؤال وآتوهم مِن مال الله الّذي آتَاكُم، وفي العيد عادة الكرام لقد جرت ببرّ اليتامى وافتقاد الأرامل.
عباد الله.. إنّ الكثير منّا قد وقع في صومه نقص إمّا بغيبة أو نظرة، فلذلك شُرِعَت الزكاة حتّى تجبّر هاته الهفوات، وكذلك في زكاة الفطر من معاني المودّة والرّحمة بين المجتمع الإسلامي المتماسك الأطراف، فاتّقوا الله في الفقراء والمساكين.
اللّهمّ أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة.. فكلّ عام وأنتم بخير وتقبّل الله منّا ومنكم، والحمد لله ربّ العالمين.
* إمام مسجد أبو موسى الأشعري
بني صاف - عين تموشنت
بعد رمضان تُطفئ المصابيح وتُنسى صلاةُ التراويح وتهجر المساجد ويقل فيها الرّاكع والسّاجد ونعود للعادة وننسى شهر العبادة.
لقد اكتّضت المساجد في شهر رمضان بالنّاس في الصّلوات الخمس، وعندما انسلخ رمضان اختفوا وانمحت آثارهم كأنّهم استغنوا عن الله أو كأنّ الواجبات سَقَطت عنهم والمُحرّمات أبيحَت لهُم خارج رمضان -نعوذ بالله من الضّلال بعد الهُدى ومِن العمى بعد البصيرة- فكأنّما الحسنات يُذْهِبْن السيّئات، فكذلك السيّئات تقضي على الحسنات وقد قيل ذنب بعد توبة أقبح من سبعين قبلها حتّى بكى بعض السّلف عند الموت، فسُئِل عن ذلك، فقال: أبكي على ليلة ما قمتها وعلى يوم ما صُمتهُ، فإذا كان الإنسانُ سيندَمُ عند الموت على ترك النّوافل فمَا بالكم بِمَن يضيّع الفرائض.
إنْ كان رمضان أخد أوراق اعتماده ورحل عنّا، يجب أنْ نودّع بالاستغفار وطلب القبول، لكنّ كثيرًا منّا يودّعونه ويتبعونه بالمعاصي وترك الواجبات وفعل الموبيقات، مع أنّ الله سُبحانه يأمُرُنا أن نختم شهر القرآن بالتّكبير والشّكر، يقول سبحانه وتعالى: ''وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرون''.
أيّها المسلمون.. لقد حدّثنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن نتّبِع رمضان بصيام ستّة من شهر شوال وهي منزلة صلاة النّافلة بعد الفريضة، فإنّ الفرائض تجبّر أو تكمّل بالنّوافل يوم الحساب، ومن البديهي أنّ أكثر النّاس يقع في صيامه نقص فيحتاج إلى ما يجبره من صيام النفل، ومنها أنّ العودة إلى الصّيام بعد الفطر يدلّ على رغبته في الصيام وأنّه لَم يملّهُ ولم يستثقله.
عباد الله.. إنّ مقابلة نعمة التّوفيق كصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعد خروجه، من تبديل نعمة الله كُفرًا، فمَن عزم منّا على معاودة المعاصي بعد شهر الغفران فصيامه عليه مردود وباب الرّحمة في وجهه مسدود.
إنّ هذه الشّهور والأعوام واللّيالي والأيّام كلّها مقادير، الآجال لم تنقضي سريعًا والّذي أوجدها ربُّ لا يزول، تموت كلّ الخلائق سبحان مَن لا يموت، فإنّ كلّ وقت لا يغتنمه العبد في طاعة سيّده فقد خسره وكلّ ساعة يغفل فيها عن ذِكر ربّه تكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة، فما مضَى من عمر المرء ساعة من السّاعات إلاّ ولله فيها عليه وظيفة من وظائف البر والخير.
إنّ الحياة ساعة فاجعلها طاعة.. فالمؤمن يتقلّب دائمًا بين هذه الطاعات ويتقرّب بها إلى مولاه.
؟ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
رمضان سوق قام ثمّ انفضّ ربح فيه مَن ربح وخَسِر فيه مَن خسر.
فليتَ شعري مَن المقبول منّا فنُهنِّيه ومَن المردود منّا فنُعزِّيه، فهذا الشّهر الكريم سيشهد على كلّ واحد منّا إمّا بالتّوفيق والإحسان أو التّفريط والخسران.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. يا قومنا لا تنسوا الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل في هذا اليوم، أغنوهم عن السؤال وآتوهم مِن مال الله الّذي آتَاكُم، وفي العيد عادة الكرام لقد جرت ببرّ اليتامى وافتقاد الأرامل.
عباد الله.. إنّ الكثير منّا قد وقع في صومه نقص إمّا بغيبة أو نظرة، فلذلك شُرِعَت الزكاة حتّى تجبّر هاته الهفوات، وكذلك في زكاة الفطر من معاني المودّة والرّحمة بين المجتمع الإسلامي المتماسك الأطراف، فاتّقوا الله في الفقراء والمساكين.
اللّهمّ أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة.. فكلّ عام وأنتم بخير وتقبّل الله منّا ومنكم، والحمد لله ربّ العالمين.
* إمام مسجد أبو موسى الأشعري
بني صاف - عين تموشنت
