الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اعتاد المسلمون منذ قرون على الإحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بتلاوة السيرة العطرة لمولده عليه الصلاة و السلام و ذكر الله و إطعام الطعام و الحلوى حُباً للنبي صلى الله عليه و سلم و شكراً لله تعالى على نعمة بروز النبي صلى الله عليه و سلم، و للأسف ظهر في أيامنا من يحرم الإجتماع لعمل المولد بل يعتبر بدعة و فسق و لا أصل له في الدين، لذلك نبين للناس حكم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف:
من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لا فيما يليه، إنما أحدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.
جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين.
فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض و مغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، و تلميذه الحافظ السخاوي، و كذلك الحافظ السيوطي و غيرهم.
و ذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، و يعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.
و للحافظ السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ و الجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، و قراءة ما تيسر من القرءان، و رواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
و أول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد و الكبراء الأجواد، و كان له ءاثار حسنة، و هو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ.
قال ابن كثيرفي تاريخه: "كان يعمل المولد الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول و يحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله و أكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات و هو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين و ستمائة محمود السيرة و السريرة".ا.هـ.
و يذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء و الصوفية
و قال ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء و مشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام و العراق، و اجتاز بإربل سنة أربع و ستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، و قرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ.
قال الحافظ السيوطي: "و قد استخرج له - أي المولد - إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، و استخرجت له أنا أصلاً ثانيًا..."ا.هـ.
فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" و إن كان الحديث واردًا في سبب معين و هو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله و هم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.
و ذلك لأن العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند الأصوليين، و من أنكر ذلك فهو مكابرولاحجة و لاعبرة بكلامه ثم الإحتفال بالمولد فرصة للقاء المسلمين على الخير وسماع الأناشيد المرققة للقلوب و إن لم يكن في الإجتماع على المولد إلا بركة الصلاة و السلام عليه صلى الله عليه و سلم لكفى.
عدل سابقا من قبل زنق زنق في الإثنين فبراير 06, 2012 6:13 am عدل 2 مرات
من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لا فيما يليه، إنما أحدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر.
جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين.
فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض و مغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، و تلميذه الحافظ السخاوي، و كذلك الحافظ السيوطي و غيرهم.
و ذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، و يعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.
و للحافظ السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ و الجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، و قراءة ما تيسر من القرءان، و رواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
و أول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد و الكبراء الأجواد، و كان له ءاثار حسنة، و هو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ.
قال ابن كثيرفي تاريخه: "كان يعمل المولد الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول و يحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله و أكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات و هو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين و ستمائة محمود السيرة و السريرة".ا.هـ.
و يذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء و الصوفية
و قال ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء و مشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام و العراق، و اجتاز بإربل سنة أربع و ستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، و قرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ.
قال الحافظ السيوطي: "و قد استخرج له - أي المولد - إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، و استخرجت له أنا أصلاً ثانيًا..."ا.هـ.
فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" و إن كان الحديث واردًا في سبب معين و هو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله و هم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.
و ذلك لأن العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند الأصوليين، و من أنكر ذلك فهو مكابرولاحجة و لاعبرة بكلامه ثم الإحتفال بالمولد فرصة للقاء المسلمين على الخير وسماع الأناشيد المرققة للقلوب و إن لم يكن في الإجتماع على المولد إلا بركة الصلاة و السلام عليه صلى الله عليه و سلم لكفى.
عدل سابقا من قبل زنق زنق في الإثنين فبراير 06, 2012 6:13 am عدل 2 مرات