استيقظ الجزائريون بعد زوال مفعول جرعة
المخدر الزائدة التي أخذوها منذ بداية مشوار الخضر في التصفيات المؤهلة
للمونديال وإلى غاية لقاء رفاق مبولحي في مباراتهم ضد الأمريكان، حيث كانت
العودة للحياة اليومية مبكرا بعد أن أنساهم الخضر متاعبها لشهور.
العودة إلى متاعب الحياة اليومية جسدتها صورة عمي طحمون محمد، 52 سنة، وهو
يجر عربة محملة بالبلاستيك بساحة أول ماي، مصدر رزق عائلته الوحيد.
عمي محمد قال لنا إن حياته مرتبطة بـالخضر، لأنهم ساهموا كثيرا في التخفيف
عن ضغوطات البحث عن ''الخبزة''، يوميا من خلال جمع البلاستيك من القمامة،
وهي المهنة التي يمارسها منذ شبابه.
ولم يخف علينا أنه عاش فترة مرحلة التصفيات المؤهلة للعرس الإفريقي، ثم
مشاركة الخضر في كأس العالم، وكأنه تحت مخدر شديد الفعالية التي استمرت
مطولا، لدرجة أنه نسي متاعب جر عربة البلاستيك.
ويضيف العم محمد أنه لم يحظر الحفلة التي أقامتها زوجته بمناسبة نجاح ابنته
في شهادة التعليم الأساسي، لتأثـره الكبير بخروج المنتخب الوطني من
المنافسة مبكرا، وهو الذي كان يأمل في رؤية المحاربين في الدور الثاني من
المونديال.
الشاب شويرب مصطفى، 34 سنة، استيقظ إثـر خروج أشبال سعدان من المونديال على
وقع المشكل الصحي لزوجته التي تعاني من مرض غريب.
كان مصطفى يبحث بأحد شوارع بلوزداد عن عنوان لطبيب مختص في طب النساء، حيث
جاء من الجنوب الجزائري وبالضبط من تيميمون إلى العاصمة من أجل إجراء صور
بالأشعة لزوجته التي تعاني من مرض غريب.
يقول محدثنا إن المشوار الرائع للخضر في التصفيات أنساه متاعبه اليومية مع
مرض زوجته، غير أن خروج الفريق الوطني من المونديال أيقظ فيه المشكل الصحي
لزوجته بعد أن نسيه، فمتابعته لأشبال سعدان كان له أثـر إيجابي في حياته
اليومية، حيث صرف التفكير في بعض أموره اليومية، ولاسيما أنه تعمد تأجيل
زيارته للعاصمة لعرض زوجته على طبيب بالمستشفى الجامعي لمصطفى باشا إلا بعد
نهاية مشوار الخضر في المونديال.
مصطفى عاد إلى مواجهة مشاكل حياته اليومية على أمل أن تكون نتائج فحوصات
زوجته مرضية، وأن يعود الخضر لتألقهم من جديد بعد كبوة المونديال في تصفيات
كأس إفريقيا .2012
