بحسب دراسة ألمانية
قال علماء ألمان إن مخ الإنسان يتوقع ما ستراه عيناه في محيط مألوف, وإنه لا يبذل جهدا إضافيا بصورة فجائية إلا إذا رصدت العين عنصرا غير متوقع.
وأفاد باحثون من معهد ماكس بلانك لأبحاث المخ والإدراك البشري في فرانكفورت، بأن المجهود الذي يبذله المخ يكون أقل في حال النظر إلى شيء مألوف، مما يشير إلى أنه توقع ما سيراه الإنسان، بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "نيوروساينس".
وأثبت الدكتور أريان إلينك وفريق العلماء أن القشرة البصرية الأولية لمخ الإنسان تدرك الأشياء المتوقعة بشكل أكثر سهولة من الأشياء التي لم تتوقع رؤيتها.
وشملت الدراسة أشخاصا ينظرون إلى نموذج من النقاط تفصل بينها أشكال مستطيلة بيضاء بصورة منتظمة, واستخدم جهاز رنين مغناطيسي فعال لمراقبة نشاط المخ داخل القشرة البصرية.
وكثفت القشرة البصرية من جهودها للتعرف على ذلك الشيء غير المتوقع عندما ظهرت الأشكال المستطيلة في صورة تختلف عن نموذجها المعتاد. وعلق العلماء على ذلك بأن هذه النتيجة تتضمن أن مخ الإنسان يبذل جهدا أقل في رؤية ما يتوقع رؤيته.
واستند إلينك وزملاؤه في هذه النتيجة إلى الخصائص المميزة للاستجابات التي حدثت في القشرة البصرية الأولية, التي تلعب دورا حاسما في الرؤية. وترسم الاستجابات التي تحدث في هذا الجزء من المخ خريطة لما ينظر إليه الإنسان في نفس الوقت.
ولم يكتشف هؤلاء العلماء للمرة الأولى أن الصور المرئية تثير استجابات أضعف في هذا الجزء من المخ عند توقعها، وهي نتيجة تتضمن أن المخ لا ينتظر وصول الإشارات البصرية فحسب.
ويحاول المخ توقع تلك الإشارات، التي عندما تصح فإنه يستفيد منها في قدرته على الاستجابة بشكل أكثر فعالية, أما في حالة التوقع بشكل خاطئ فإن ذلك يتطلب استجابات هائلة لمعرفة سبب الخطأ والتوصل إلى توقع أفضل.
وتثبت الدراسة تقدما مهما في فهم كيفية دعم المخ للإدراك البصري وأنه يتوقف على التوقع بشكل فعال, وينفي ما هو متعارف عليه بأن الإدراك البصري ينبع في المقام الأول من شلال من الاستجابات الأقل فاعلية للإشارات البصرية التي تنتشر عبر المخ.
المصدر: الألمانية