لم يسبق لرئيس الإتحاد المصري أن عاش مرحلة
مظلمة في مشواره كالتي يجتازها في الأشهر والأسابيع الأخيرة، بالضبط منذ
تضييع منتخب بلاده حلم المشاركة في المونديال وفشل كل مكائده في هزم
الجزائر والجزائريين منافسة، وانتماء لمختلف الهيئات الدولية التي ينشطون
تحت لوائها، فبعد عاصفة انتخابات الاتحاد العربي التي قزمت الرجل وبلاده
وعرفتهم بحقيقتهم على الساحة العربية حلت اليوم ساعة عد الضحايا والخسائر
وأيضا استخلاص العبر انطلاقا من مبدإ "الجزاء من جنس العمل" أي أن من زرع
الشوك لن يحصد غير الشوك.
- سمير زاهر المعروف بمراوغاته وحيله التي لا تنتهي هو
اليوم في موقع لا يحسد عليه بدليل أنه شرع في استخلاص العبر طالما أنه لولا
الإنقاذ في الانتخابات الأخيرة لوجد نفسه خارج المكتب التنفيذي ولعاد إلى
القاهرة خال الوفاض، وها هو اليوم يعترف أن الحرب القذرة التي شنها هو
وأبناء بلده على الجزائر سيتحملون مستقبلا وزرها . - روراوة
.. المعادلة التي استحال حلها - والمؤكد أن الحرب التي شنها زاهر وأبناء جلدته على
رئيس الفاف لم تكن محمودة العواقب منذ البداية بدليل أن زاهر ندم في آخر
المطاف على دخولها كونه لم يكن ينتظر قوة الصفعة التي تلقاها في آخر
المطاف، فراح يعترف أنه ومن يسيرونه ارتكبوا خطأ كبيرا بدخول المعركة ضد
الجزائر والجزائريين لأن الخسائر التي تكبدوها لا تحصى ولا تعد والأفضل لهم
كما قال زاهر لو حسموا الموقف منذ البداية، هم الذين كانوا يجهلون مدى
صلابة التضامن الجزائري- العربي، فما فعله زاهر في الكواليس لم يزد العرب
سوى التحاما، قوة ومساندة لـ"القضية" الجزائرية العادلة . - نحو
تقليص المشاركات المصرية عربيا - واعترف سمير زاهر أن ثمة إستراتيجية مقصودة قيد
الدراسة من قبل السلطة المصرية لمراجعة المشاركات المصرية على الصعيد
العربي، أي أن عهد الزعامة المصرية قد ولى والأشقاء العرب لقنوا من خلال
نتائج انتخابات الأسبوع الماضي درسا في النزاهة وصفاء القلوب والنوايا لما
لفظوا زاهر ومصر، معلنين مساندتهم للجزائري روراوة لأن قضية الاعتداءات على
حافلة وجماهير الجزائر في القاهرة عادلة وبعيدة على أن تكون مجرد سيناريو
أحبكت خيوطه مثلما ادعى المصريون شعبا ودولة آنذاك.. واليوم في نظر زاهر
والمصريين لم يعد هنالك مكان لهم بين الأشقاء والأفضل لهم حفظ الدرس
وفهم الرسالة بالانصراف من المجموعة الرياضية العربية . - النوايا
الحسنة تفوقت ومرارة الأزمة تهز عرش مصر - واعترف زاهر أيضا أن مرارة الأزمة مع الجزائر وعمقها
تفوقت ولا زال يكتوي بها، هو الذي كان يعتقد أن ممثلي الدول العربية في
الاتحاد سيقومون فعلا بدور الوسيط لحل الأزمة والتطبيع بين البلدين، لكن
للأسف في نظر رئيس الاتحاد المصري لا شيء من هذا القبيل تجسد، بل جاءت
النتائج معاكسة للتوقعات حيث لم يجد كما قال الدعم من الأعضاء،
فالذين وعدوه بالانتخاب عليه صوتوا ضده وعاد في اليوم الموالي
إلى القاهرة جارا أذيال الهزيمة . - حسن
صقر يقر بالفشل ويأمر بالتراجع عربيا - وكشف زاهر من جهة أخرى أنه تلقى
مكالمة هاتفية من حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر والتي تمحورت
حول هذه النقطة التي تكرس الفشل المصري في كسب المزيد من الدعم العربي حتى
داخل الهيئات الرياضية، وينبئ في نفس الوقت نهاية عهد الزعامة بعدما انكشف
أمرهم، وهو السبب الذي دفع زاهر للإعلان من الآن عن قرب دخول
إستراتيجية العمل الجديدة حيز التنفيذ والمقرة للفشل طالما أنها
ترمي إلى تقليص نسبة التمثيل المصري عربيا .