الرجل المناسب في
المكان المناسب في التوقيت المناسب ، هذا هو لويس فان جال في بايرن ميونيخ
في الوقت الحالي ، وفقا لنائب رئيس النادي كارل هاينز رومينيجه.

وبعد أن قاد بايرن ميونيخ للتتويج بلقب الدوري الألماني لكرة القدم
(بوندسليجا) للمرة الثانية والعشرين في تاريخه ، لا أحد يستطيع أن يجادل في
صحة القرار الصادر الصيف الماضي بتعيين الهولندي فان جال في منصب المدير
الفني لأنجح نادي ألماني على مر العصور.


واحتفل بايرن بلقب البوندسليجا بالفوز على هرتا برلين 3/1 أمس السبت في
ختام الموسم الحالي من المسابقة ، ليؤكد بايرن مكانته كأكبر نادي في
ألمانيا بعد حملة التشكيك التي ضربت النادي الموسم الماضي عقب فوز
فولفسبورج باللقب ، وفشل تجربة المدرب السابق يورجن كلينسمان.


وجاءت تجربة فان جال مناقضة لتجربة سلفه كلينسمان ، وبالنسبة لبايرن فإن
الفريق عاد إلى الثبات ورجعت اليه مكانته الطبيعية التي كان عليها تحت
قيادة المدرب الاسبق اوتمار هيتزفيلد الذي أحرز اللقب المحلي خمس مرات ولقب
دوري أبطال أوروبا مرة واحدة.


وأضاف فان جال /58 عاما/ نجاحه في الموسم الحالي مع بايرن إلى الإنجاز الذي
حققه في الموسم الماضي مع ألكمار والمتمثل في الفوز بلقب الدوري الهولندي
الممتاز ، بجانب لقب الدوري المحلي مع برشلونة الأسباني وأياكس أمستردام
الهوندي ، اللذين أحرز معهما أيضا لقب دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد
الأوروبي.


وهناك فرصة ذهبية أمام فان جال لتحقيق المزيد ، في ظل حملة بايرن ميونيخ
لتحقيق إنجازا تاريخيا يتمثل في الجمع بين الالقاب الثلاثة ، الدوري والكأس
ودوري أبطال أوروبا ، وهو الإنجاز الذي لم يتحقق حتى في العصر الذهبي
للفريق في سبعينيات القرن الماضي بقيادة قائد الفريق حينذاك فرانز بيكنباور
، والذي قاد الفريق لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث أعوام متتالية

.

ويعود بايرن يوم السبت المقبل إلى الاستاد الأولمبي لملاقاة فيردر بريمن
بنهائي كأس ألمانيا وفي الأسبوع الذي يليه يلتقي مع إنتر ميلان الإيطالي في
نهائي دوري أبطال أوروبا في مدريد.

وتوجه البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لإنتر ميلان إلى الملعب
الأولمبي ببرلين وسط حضور جماهير هائل بلغ 77420 ألف مشجع ، لمشاهدة بايرن
وهو مفعم بالثقة.


وسجل الهولندي آريين روبن ، الذي انتقل لصفوف الفريق البافاري في صيف العام
الماضي مقابل 25 مليون يورو (32 مليون دولار) قادما من صفوف ريال مدريد
الأسباني ، هدفين لفريقه في شباك هرتا برلين بجانب صناعة الهدف الأول
لزميله الكرواتي ايفيكا اوليتش الذي انتقل لبايرن ميونيخ الموسم الحالي
قادما من هامبورج في صفقة انتقال حر.


وأنهى بايرن مشواره في الموسم الحالي الذي بدأه بنتائج متواضعة تمثلت في
تعادلين وهزيمة ، وكان الفريق يواجه وضعا مأساويا في تشرين الثاني/نوفمبر
الماضي حيث كان متأخرا في جدول ترتيب البوندسليجا وكان مهددا بالخروج من
المراحل الأولى لدوري الأبطال.


ولكن فان جال وفريقه بايرن تعافيا من هذه الأزمات وحقق الفريق نتائج
إيجابية وضعته على بعد نقطتين فقط من المتصدر باير ليفركوزن قبل انطلاق
فترة العطلات الشتوية الماضية.


وجاء الفوز 4/1 على يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا في كانون
الأول/ديسمبر الماضي ، بفضل نجمي الفريق روبن والفرنسي فرانك ريبيري ،
ليثبت الفريق أنه يسير على الطريق الصحيح ، قبل أن يحقق الفوز على
فيورنتينا الإيطالي ومانشستر يونايتد بالبطولة الأوروبية في النصف الثاني
من الموسم.


وبدأ فان جال الذي تعرض لانتقادات لاذعة في بداية الموسم ، في تحقيق
النتائج المبشرة وبدأت الجماهير واللاعبون تتودد إلى الرجل ، الذي ربما
أثار مخاوفهم فيما يتعلق بأنه مدرب استبدادي.


وقال رومينيجه "لقد قام بعمل رائع منذ البداية ، ولكننا لم نكن نحقق
النتائج المطلوبة وكانت هذه هي المشكلة".


وقال اللاعب السابق كريستيان نيرلينجر ، الذي تولى منصب مدير الكرة في
بايرن ميونيخ في الوقت الذي انتقل فيه اولي هونيس لمقعد رئيس النادي ،
"المدرب ظل متمسكا بمبادئه قبل أن يحقق الفريق الانطلاقة المرجوة".


وأضاف "كان هناك تغييرات ، التحليل الصريح والصادق في اليوم التالي
للمباريات ، والذي كان أمرا صعبا على بعض اللاعبي في البداية..ولكن
اللاعبين أدركوا أنه أمر بناء في الطريق لتطوير الفرد والجماعة ، لقد عملوا
سويا كمجموعة ، وبالتأكيد تشعر بالاسترخاء حين يحصد عمالك الثمار".



وفي ضوء النتائج والثقة المكتسبة ظهر لنا بايرن ميونيخ جديد ، وهو النادي
الذي يكتسب مشاعر الكراهية من أغلب الألمان المقيمين خارج ميونيخ ، ولكنهم
لا يستطيعوا إنكار أنه يقدم كرة قدم ممتعة.


ولم يكتف بايرن بإحراز اللقب بفارق خمس نقاط أمام شالكه الوصيف وتسع نقاط
أمام فيردر بريمن صاحب المركز الثالث ، بل حقق الفريق أيضا أكبر قدر من
الانتصارات برصيد 20 فوزا وأقل عدد من الهزائم (أربع هزائم فقط) وأكبر عدد
من الأهداف (72 هدفا) وأقل عدد من الأهداف سكنت مرماه (31 هدفا متساويا مع
شالكه).


ولم يخش فان جال السمعة التي أخذت عنه ، وكان يترك بعض النجوم مثل ماريو
جوميز ، الذي انضم لصفوف الفريق الصيف الماضي في صفقة قياسية بلغت 30 مليون
يورو ، أو المهاجم الدولي ميروسلاف كلوزه على مقاعد البدلاء.


وكان المدرب الهولندي حذرا في الدفع ببعض اللاعبين الصاعدين مثل توماس مولر
وهولجر بادستوبر ودييجو كونتينتو ، الذين تدرجوا في صفوف قطاعات الناشئين
بالنادي.


وانعكست النتائج المبهرة لبايرن على يوايخم لوف المدير الفني للمنتخب
الألماني الذي ضم ثمانية لاعبين من صفوف الفريق إلى قائمة الماكينات ، من
بينهم لاعب خط الوسط توني كروس ، الذي يعود إلى الفريق الموسم المقبل بعد
انتهاء فترة إعارته إلى ليفركوزن.

ايرن ميونيخ يستعيد مكانته الطبيعية في البوندسليجا على طريقته الخاصة I.aspx?i=epa%2fsoccer%2f2010-05%2f2010-05-08%2f%2f2010-05-08-00000102148903