الحمدالله الذي أحيا
القلوب بالإيمان..وأنزل إلينا الكتاب مبارك فجعل العيون والقلوب تدهش
بأنوار مافيه من عظائم القرآن الكريم..وكان شفاء لما
في الصدور من
الحزن..والمرض..والشك..والحيرة
والصلاة على إمام
المرسلين..وجامع شمل الدين..وقاطع دابر الملحدين وعلى آله الطيبين الطاهرين
وسلم كثيراً
القلب هو المحرك لكل
أعمالنا من الخير والشر، من النشاط والفتور والكسل، من الإيمان والكفر
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت
قلبي على دينك"
هذا دعاء رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم..وكثيراً ما يقوله وهو ساجد
وليس هناك أبلغ من هذا
الحديث روى مسلم في
صحيحه :
4651 - حَدَّثَنَا
عَمْرٌو النَّاقِدُ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ بُرْقَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ
وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ
ولا يستطيع الإنسان أن يصل
إلى الله إلا إذا امتلك القلب السليم، الذي يوصله إلى الله تعالى.. لا
تسطيع أن تحفظ جوارحك من
(العين..واللسان..والإذن..واليد..والقدم
) إلا إذا زكيت وطهرت قلبك من كل ما يعكره من الشهوات والغفلة والغضب
القلب لا ينورك إلا إذا
نورته بطاعة الله..القلب لا يقودك إلى الخير إلا إذا قدته أنت إلى فعل
الخير..القلب جندي وكتاب الله وشرع الله هو قائده
فلا يستطيع أي إنسان مهما
امتلك من الحكمة والمعرفة والتفكر أن يخضع قلبه للخير إلا بذكر الله وكتاب
الله
إذا أردت أيها الإنسان
الصلاح والرشد والسلامة
اصلح قلبك أولاً ..اجعل
صلاح القلب شغلك الشاغل
لا تطيش ولا تيأس في اصلاح
قلبك (مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) واصرف همتك في اصلاح قلبك
ولا تصرفه إلى اتباع اللذات البدنية
إن أردت أن تغض بصرك ابدأ
باصلاح قلبك
إن أردت أن تكف لسانك عن
الغيبة واللغو ابدأ باصلاح قلبك
إن أردت أن لا تبطش بيدك
وقدمك ابدأ باصلاح قلبك
فقلبك هو الحصن والشيطان
عدو يريد أن يدخل الحصن فيملكه ويستولي عليه
ولن تقدر على حفظ الحصن من
العدو إلا بحراسة أبواب الحصن
فتخلص من الطمع وحب التزين
ومن الغضب ومن الشهوة ومن العجلة ومن البخل والخوف والتعصب والعجب والرياء
(ولا تقف ما ليس لك به علم
إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا)
وتخلص من خواطر النفس بذكر
الله ذكراً كثيراً على كل حالك لتغلق على عدوك
( ألا بذكر الله تطمئن
القلوب)