بسم الله نبدأ , وعلى هدي نبيه نسير..
قفز إليَّ أخي بخبر عجيب : "إحدى المواقع تنشر صورة للنبي صلى الله عليه وسلم نشرتها دولة كفرية "
في الحقيقة في البداية أخذني حب الإستطلاع , وأنا أعلم يقيناً أن هذا من الكذب على النبي بل وقضية التصوير بالرسم نفسها حكمها واضح من الشرع , فبقي البحث عن المرجعيات التي جاءوا من خلالها بتلك الصورة , ودون النظر إلى مرجعياتهم, فدواوين السنة أفضل مرجع لنقل صورة الرسول إلى الأذهان , بنقل العدول من الصحابة عليهم الرضوان , فبقي أن نغلق في وجوه هؤلاء الكذبة الأعين والآذان , وأن نستعرض نحن صفات نبينا لتكون عالقة في القلوب والأذهان , وحتى لا تفارقنا في كل وقت وآن , بطريقة النقل الصحيح من كل مرجع للسنة أو ديوان .
وهذه صورة النبي أسردها بترتيب ما ورد من صفاته الجسدية الشريفة مبتدءاً من شعره ووجهه ثم بتتابع ما ورد في صفة جسده الشريف , ففيما ورد لنا من السنة الكفاية الكافية عن كذب الكاذبين , وإغراض المغرضين .وبالله التوفيق ..
أولاً : صفاته الخَلقية : و بعد ذكر الصفات سألحق المصادر الحديثية وكتب السيرة .
أولاً : -الوجه والشعر:
تصف أم معبد رضي الله عنها لزوجها.. الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا مرّ بخيمتها في حادثة الهجرة قائلة :" ظاهر الوضائة , أبلج الوجه " (أي مستنير الوجه أبيضه ) ويقول على وهو ينعت الرسول صلى الله عليه وسلم:" وكان في الوجه تدوير وكان ابيضاً " وقال أبو الطفيل رضي الله عنه: " كان أبيض , مليح الوجه " وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:" كان أزهر اللون " , وقال البراء رضي الله عنه:" كان أحسن الناس وجهاً " وسُئل البراء رضي الله عنه: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل كان مثل القمر , وفي رواية بل كان وجهه مستديراً, وقال أبو هريرة رضي الله عنه: " ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله كأنّ الشمس تجري في وجهه " وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيته في ليلة أضحيان , فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى القمر – وعليه حلة حمراء – فإذا هو أحسن عندي من القمر , وقال كعب بن مالك رضي الله عنه " كان إذا سر استنار وجهه ,كأنه قطعة قمر " , وعرق مرة وهو عند عائشة فجعلت تبرك أسارير وجهه , فتمثلت له بقول أبي كبير الهذلي :
و إذا نظرت إلى أسرة وجهه
برقت كبرق العارض المتهلل
وكان عمر رضي الله عنه ينشد قول زهير في هرم بن سنان :
لو كنت من شئ سوى البشر
كنت المضئ ليلة البدر
ثم يقول كذلك كان رسول الله صلى الله عليه و سلم.
أما تفاصيل وجهه صلى الله عليه وسلم فورد فيها ما يلي :
تقول أم معبد رضي الله عنها " في عينيه دعج (سواد العين ) , وفي أشفاره وطف (في شعر أجفانه طول ) وفي صوته صحل ( بحة وخشونة) , وفي عنقه سطع (طول) , أحور أكحل , أزج (الحاجب الرقيق في الطول)" وقال ابن عباس رضي الله عنه :" كان أفلج الثنيتين (بعيد ما بين الأسنان ) , إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه .
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه : " كان ضليع الفم ( عظيم الفم , والعرب تمدح هذه الصفة " , أشكل العين ( طويل شق العين ) " وجاء في خلاصة السير أنه "أقنى العرنين ( ارتفع أعلى أنفه واحدودب وسطه وضاق منخراه , وهي غاية الجمال لمنظر الأنف , والعرنين أي الأنف وما صلب منه ) , وفي لحيته كثاثة وقال أبو جحيفة رضي الله عنه : رأيت بياضاً تحت شفته السفلى : العنفقة " , وقال عبد الله بن بسر رضي الله عنه :" كان في عنفقته شعرات بيض " , وجاء في مشكاة المصابيح " وكان إذا غضب احمر وجهه , حتى كأنه فقئ في وجنته حب الرمان
وأما شعره صلى الله عليه وسلم: قالت أم معبد رضي الله عنها: " شديد سواد الشعر " وقال علي رضي الله عنه " لم يكن بالجعد القطط (الملتوي الشعر شديد الجعودة) ولا بالسبط (المسترسل شديد النعومة)"قال البراء :" له شعر يبلغ شحمة أذنيه " , " وكان يسدل شعره أولاً لحبه متابعة أهل الكتاب , ثم فرق رأسه بعد " , وقال أنس :" قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء "
ثانياً : باقي جسده الشريف :
تقول أم معبد رضي الله عنها " لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول "
وقال عليّ رضي الله عنه :" لم يكن بالطويل الممغط , ولا القصير المتردد , وكان ربعة من القوم " وقال أيضاً: " جليل المشاش والكتد (المشاش أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين أما الكتد فهو مجتمع الكتفين وهو الكاهل) , دقيق المسربة (الشعر الدقيق كأنه قضيب من الصدر إلى السرة " , أجرد ( ليس في البدن شعر ) , شثن الكفين والقدمين ( الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين ) , وقال البراء رضي الله عنه :" كان مربوعاً ما بين القدمين " , وجاء في خلاصة السير " من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب , ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره , أشعر الذراعين والمنكبين , سواء الصدر والبطن , مسيح الصدر عريضه , طويل الزند , رحب الراحة , سبط القصب ( يريد ساعديه وساقيه بلا تعقد ولا نتوء ) "
وقال أنس رضي الله عنه :" ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي , ولا شممت ريحاً قط أو عرفاً قط , وفي رواية : ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح أو عرف رسول الله "
وقال أبو جحيفة رضي الله عنه : "أخذت بيده , فوضعتها على وجهي , فإذا هي أبرد من الثلج , وأطيب رائحة من المسك " وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه –وكان صبياً - : مسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار (التي يعد فيها الطيب).
وقال أنس رضي الله عنه: كأن عرقه اللؤلؤ . وقالت أم سليم رضي الله عنها: هو من أطيب الطيب .
وفي مسلم " كان بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة , يشبه جسده , وكان عند ناغص كتفه اليسرى , جمعاً عليه خيلان كأمثال الثآليل( الثآليل:الحبة التي تظهر في الجلد) .
ثالثأ :- مظهره العام صلى الله عليه وسلم :
تقول أم معبد رضي الله عنها :" إذا صمت علاه الوقار , وإذا تكلم علاه البهاء , أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنه وأحلاه من قريب , حلو المنطق , فضل لا نزر ولا هذر (لا قليل ولا كثير ) , كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن , غصن بين غصنين , فهو أنظر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً , له رفقاء يحفون به , إذا قال استمعوا لقوله , وإذا أمر تبادروا إلى أمره , محفود , محشود , لا عابس ولا مفند ( المحفود : الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسارعون في طاعته , والمحشود : الذي يجتمع إليه الناس , ولا مفند : أي لا يهجن أحداً ويستقل عقله , بل جميل المعاشرة , حسن الصحبة , صاحبه كريم عليه "
وقال علي رضي الله عنه " إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب , وإذا التفت التفت معاً , بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين , أجود الناس كفاً وأجرأ الناس صدراً , وأصدق الناس لهجة , وأوفى الناس ذمة , وألينهم عريكة , وأكرمهم عشرة , من رآه بديهة هابه , ومن خالطه معرفة أحبه , يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله "
وقال أبو هريرة رضي الله عنه :" ما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له , وإنا لنجهد أنفسنا , وإنه لغير مكترث . "
وأخيراً :
أذكّر أحبابي أنّ معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم إنما غاية المقصود منها محبته , ولا تتمّ المحبة إلا بالاتباع , ولو لم يتم الاتباع فهو برئ من كل مبتدع غير دينه من بعده , يقول تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
قال ابن كثير رحمه الله : "أمره.. أي منهجه وطريقته وسنته .."
قال تعالى { ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا }
أسأل الله تعالى أن يهدينا سبله وأن يحشرنا تحت لواء نبينا وحبيبنا محمد ,
أترككم في رعاية الله وأمنه ,
أخوكم أبو الهيثم
المراجع : الصفات مجموعة بغير هذا الترتيب في كتاب "الرحيق المختوم / لصفي الرحمن المباركفوري نقلاً عن صحيح البخاري ومسلم , زاد المعاد, ابن هشام , مشكاة المصابيح, جامع الترمذي , والشمائل للترمذي, خلاصة السير
قفز إليَّ أخي بخبر عجيب : "إحدى المواقع تنشر صورة للنبي صلى الله عليه وسلم نشرتها دولة كفرية "
في الحقيقة في البداية أخذني حب الإستطلاع , وأنا أعلم يقيناً أن هذا من الكذب على النبي بل وقضية التصوير بالرسم نفسها حكمها واضح من الشرع , فبقي البحث عن المرجعيات التي جاءوا من خلالها بتلك الصورة , ودون النظر إلى مرجعياتهم, فدواوين السنة أفضل مرجع لنقل صورة الرسول إلى الأذهان , بنقل العدول من الصحابة عليهم الرضوان , فبقي أن نغلق في وجوه هؤلاء الكذبة الأعين والآذان , وأن نستعرض نحن صفات نبينا لتكون عالقة في القلوب والأذهان , وحتى لا تفارقنا في كل وقت وآن , بطريقة النقل الصحيح من كل مرجع للسنة أو ديوان .
وهذه صورة النبي أسردها بترتيب ما ورد من صفاته الجسدية الشريفة مبتدءاً من شعره ووجهه ثم بتتابع ما ورد في صفة جسده الشريف , ففيما ورد لنا من السنة الكفاية الكافية عن كذب الكاذبين , وإغراض المغرضين .وبالله التوفيق ..
أولاً : صفاته الخَلقية : و بعد ذكر الصفات سألحق المصادر الحديثية وكتب السيرة .
أولاً : -الوجه والشعر:
تصف أم معبد رضي الله عنها لزوجها.. الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا مرّ بخيمتها في حادثة الهجرة قائلة :" ظاهر الوضائة , أبلج الوجه " (أي مستنير الوجه أبيضه ) ويقول على وهو ينعت الرسول صلى الله عليه وسلم:" وكان في الوجه تدوير وكان ابيضاً " وقال أبو الطفيل رضي الله عنه: " كان أبيض , مليح الوجه " وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:" كان أزهر اللون " , وقال البراء رضي الله عنه:" كان أحسن الناس وجهاً " وسُئل البراء رضي الله عنه: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل كان مثل القمر , وفي رواية بل كان وجهه مستديراً, وقال أبو هريرة رضي الله عنه: " ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله كأنّ الشمس تجري في وجهه " وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: رأيته في ليلة أضحيان , فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى القمر – وعليه حلة حمراء – فإذا هو أحسن عندي من القمر , وقال كعب بن مالك رضي الله عنه " كان إذا سر استنار وجهه ,كأنه قطعة قمر " , وعرق مرة وهو عند عائشة فجعلت تبرك أسارير وجهه , فتمثلت له بقول أبي كبير الهذلي :
و إذا نظرت إلى أسرة وجهه
برقت كبرق العارض المتهلل
وكان عمر رضي الله عنه ينشد قول زهير في هرم بن سنان :
لو كنت من شئ سوى البشر
كنت المضئ ليلة البدر
ثم يقول كذلك كان رسول الله صلى الله عليه و سلم.
أما تفاصيل وجهه صلى الله عليه وسلم فورد فيها ما يلي :
تقول أم معبد رضي الله عنها " في عينيه دعج (سواد العين ) , وفي أشفاره وطف (في شعر أجفانه طول ) وفي صوته صحل ( بحة وخشونة) , وفي عنقه سطع (طول) , أحور أكحل , أزج (الحاجب الرقيق في الطول)" وقال ابن عباس رضي الله عنه :" كان أفلج الثنيتين (بعيد ما بين الأسنان ) , إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه .
وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه : " كان ضليع الفم ( عظيم الفم , والعرب تمدح هذه الصفة " , أشكل العين ( طويل شق العين ) " وجاء في خلاصة السير أنه "أقنى العرنين ( ارتفع أعلى أنفه واحدودب وسطه وضاق منخراه , وهي غاية الجمال لمنظر الأنف , والعرنين أي الأنف وما صلب منه ) , وفي لحيته كثاثة وقال أبو جحيفة رضي الله عنه : رأيت بياضاً تحت شفته السفلى : العنفقة " , وقال عبد الله بن بسر رضي الله عنه :" كان في عنفقته شعرات بيض " , وجاء في مشكاة المصابيح " وكان إذا غضب احمر وجهه , حتى كأنه فقئ في وجنته حب الرمان
وأما شعره صلى الله عليه وسلم: قالت أم معبد رضي الله عنها: " شديد سواد الشعر " وقال علي رضي الله عنه " لم يكن بالجعد القطط (الملتوي الشعر شديد الجعودة) ولا بالسبط (المسترسل شديد النعومة)"قال البراء :" له شعر يبلغ شحمة أذنيه " , " وكان يسدل شعره أولاً لحبه متابعة أهل الكتاب , ثم فرق رأسه بعد " , وقال أنس :" قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء "
ثانياً : باقي جسده الشريف :
تقول أم معبد رضي الله عنها " لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول "
وقال عليّ رضي الله عنه :" لم يكن بالطويل الممغط , ولا القصير المتردد , وكان ربعة من القوم " وقال أيضاً: " جليل المشاش والكتد (المشاش أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين أما الكتد فهو مجتمع الكتفين وهو الكاهل) , دقيق المسربة (الشعر الدقيق كأنه قضيب من الصدر إلى السرة " , أجرد ( ليس في البدن شعر ) , شثن الكفين والقدمين ( الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين ) , وقال البراء رضي الله عنه :" كان مربوعاً ما بين القدمين " , وجاء في خلاصة السير " من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب , ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره , أشعر الذراعين والمنكبين , سواء الصدر والبطن , مسيح الصدر عريضه , طويل الزند , رحب الراحة , سبط القصب ( يريد ساعديه وساقيه بلا تعقد ولا نتوء ) "
وقال أنس رضي الله عنه :" ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي , ولا شممت ريحاً قط أو عرفاً قط , وفي رواية : ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح أو عرف رسول الله "
وقال أبو جحيفة رضي الله عنه : "أخذت بيده , فوضعتها على وجهي , فإذا هي أبرد من الثلج , وأطيب رائحة من المسك " وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه –وكان صبياً - : مسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار (التي يعد فيها الطيب).
وقال أنس رضي الله عنه: كأن عرقه اللؤلؤ . وقالت أم سليم رضي الله عنها: هو من أطيب الطيب .
وفي مسلم " كان بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة , يشبه جسده , وكان عند ناغص كتفه اليسرى , جمعاً عليه خيلان كأمثال الثآليل( الثآليل:الحبة التي تظهر في الجلد) .
ثالثأ :- مظهره العام صلى الله عليه وسلم :
تقول أم معبد رضي الله عنها :" إذا صمت علاه الوقار , وإذا تكلم علاه البهاء , أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنه وأحلاه من قريب , حلو المنطق , فضل لا نزر ولا هذر (لا قليل ولا كثير ) , كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن , غصن بين غصنين , فهو أنظر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً , له رفقاء يحفون به , إذا قال استمعوا لقوله , وإذا أمر تبادروا إلى أمره , محفود , محشود , لا عابس ولا مفند ( المحفود : الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسارعون في طاعته , والمحشود : الذي يجتمع إليه الناس , ولا مفند : أي لا يهجن أحداً ويستقل عقله , بل جميل المعاشرة , حسن الصحبة , صاحبه كريم عليه "
وقال علي رضي الله عنه " إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب , وإذا التفت التفت معاً , بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين , أجود الناس كفاً وأجرأ الناس صدراً , وأصدق الناس لهجة , وأوفى الناس ذمة , وألينهم عريكة , وأكرمهم عشرة , من رآه بديهة هابه , ومن خالطه معرفة أحبه , يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله "
وقال أبو هريرة رضي الله عنه :" ما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له , وإنا لنجهد أنفسنا , وإنه لغير مكترث . "
وأخيراً :
أذكّر أحبابي أنّ معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم إنما غاية المقصود منها محبته , ولا تتمّ المحبة إلا بالاتباع , ولو لم يتم الاتباع فهو برئ من كل مبتدع غير دينه من بعده , يقول تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }
قال ابن كثير رحمه الله : "أمره.. أي منهجه وطريقته وسنته .."
قال تعالى { ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا }
أسأل الله تعالى أن يهدينا سبله وأن يحشرنا تحت لواء نبينا وحبيبنا محمد ,
أترككم في رعاية الله وأمنه ,
أخوكم أبو الهيثم
المراجع : الصفات مجموعة بغير هذا الترتيب في كتاب "الرحيق المختوم / لصفي الرحمن المباركفوري نقلاً عن صحيح البخاري ومسلم , زاد المعاد, ابن هشام , مشكاة المصابيح, جامع الترمذي , والشمائل للترمذي, خلاصة السير