مع القرآن الكريم في شهر القرآن
في نظرته وتصوّره للحضارة الإنسانية وإجابته عن تساؤلات حيّرت الإنسان منذ
القدم بالبراهين السّاطعة والأدلة القاطعة عن الكون ثمّ عن الحياة (الزمن)،
ولنا اليوم وقفة ثالثة مع المحور الثالث لبناء حضارة إنسانية شاملة من
خلال منهج الله تعالى (القرآن). حديثنا عن الإنسان خليفة الله في الأرض
المقصود من الخطاب الإلهي (القرآن)، والّذي عليه مدار البناء والتعمير،
فالحديث عن الإنسان في القرآن الكريم يتمحور حول أصله ونشأته، وعن الغاية
من وجوده ثمّ عن المصير بعد النهاية الحتمية (الموت). والمتأمل في كتاب
الله تعالى يقف على حقائق علمية مذهلة عن الإنسان ذلك المخلوق العجيب إذ
وأنتَ تقرأ تشريح القرآن الكريم للإنسان كأنّك تقف على جسم مفكّك الأجزاء
والأركان وهذه حقيقة يعرفها المتّخصّصون أكثر من غيرهم، فهو يتكلّم عن أصل
الإنسان ومراحل تطوّره ونشأته بدقة متناهية مقدرة تقديرًا كاشفة لمَا لا
يمكن أن يرَى إلاّ بالميكروسكوب والآلات الكاشفة، وهذا ما جعل البروفيسور
الأمريكي ''مارشال جونسون'' يتساءل هل كان ''محمّد'' يملك ميكروسكوب؟ بل هو
الله الّذي قال: ''وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ''. وفي السورة
الّتي سمّيَت بالإنسان يُقرّر الله الحقائق العلمية الّتي تبيّن أصل
الإنسان وبداية تكوينه ''إنّا خلَقْنا الإنسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمشاج''.
فالنطفة هي في أصلها ماء ثمّ لمّا تختلط بماء المرأة تصبح أمشاجًا والأمشاج
هي الأخلاط، ومنها يتطوّر الإنسان من طور إلى طور حتّى يخرج في صورة ما
شاء الله ركبه عليها، قال تعالى: ''ما لكُم لا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا
وقَدْ خَلَقكُمُ أطوارًا''. وغير هذا في القرآن الكريم كثير، وكلّها حقائق
علمية لا تزال البشرية تكتشف أغوارها وأسرارها.
قُلْ للجنين يعيش معزولاً بلا ماءٍ ولا مَرْعَى مَنْ ذا الّذِي يرعاك
فالقرآن الكريم يرسُم للإنسان منهج حياة يتحقّق من خلاله معنى العبودية
الّتي من أجلها خُلق، قال تعالى: ''وما خلقتُ الجن والإنس إلاّ ليعبدون''
والعبادة هنا بمفهومها الواسع هي علاقة مع الخالق سبحانه والخلق تشمل
الحياتين الدنيا والآخرة.
* خطيب مسجد عثمان بن عفان - اسطاوالي
في نظرته وتصوّره للحضارة الإنسانية وإجابته عن تساؤلات حيّرت الإنسان منذ
القدم بالبراهين السّاطعة والأدلة القاطعة عن الكون ثمّ عن الحياة (الزمن)،
ولنا اليوم وقفة ثالثة مع المحور الثالث لبناء حضارة إنسانية شاملة من
خلال منهج الله تعالى (القرآن). حديثنا عن الإنسان خليفة الله في الأرض
المقصود من الخطاب الإلهي (القرآن)، والّذي عليه مدار البناء والتعمير،
فالحديث عن الإنسان في القرآن الكريم يتمحور حول أصله ونشأته، وعن الغاية
من وجوده ثمّ عن المصير بعد النهاية الحتمية (الموت). والمتأمل في كتاب
الله تعالى يقف على حقائق علمية مذهلة عن الإنسان ذلك المخلوق العجيب إذ
وأنتَ تقرأ تشريح القرآن الكريم للإنسان كأنّك تقف على جسم مفكّك الأجزاء
والأركان وهذه حقيقة يعرفها المتّخصّصون أكثر من غيرهم، فهو يتكلّم عن أصل
الإنسان ومراحل تطوّره ونشأته بدقة متناهية مقدرة تقديرًا كاشفة لمَا لا
يمكن أن يرَى إلاّ بالميكروسكوب والآلات الكاشفة، وهذا ما جعل البروفيسور
الأمريكي ''مارشال جونسون'' يتساءل هل كان ''محمّد'' يملك ميكروسكوب؟ بل هو
الله الّذي قال: ''وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ''. وفي السورة
الّتي سمّيَت بالإنسان يُقرّر الله الحقائق العلمية الّتي تبيّن أصل
الإنسان وبداية تكوينه ''إنّا خلَقْنا الإنسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أمشاج''.
فالنطفة هي في أصلها ماء ثمّ لمّا تختلط بماء المرأة تصبح أمشاجًا والأمشاج
هي الأخلاط، ومنها يتطوّر الإنسان من طور إلى طور حتّى يخرج في صورة ما
شاء الله ركبه عليها، قال تعالى: ''ما لكُم لا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا
وقَدْ خَلَقكُمُ أطوارًا''. وغير هذا في القرآن الكريم كثير، وكلّها حقائق
علمية لا تزال البشرية تكتشف أغوارها وأسرارها.
قُلْ للجنين يعيش معزولاً بلا ماءٍ ولا مَرْعَى مَنْ ذا الّذِي يرعاك
فالقرآن الكريم يرسُم للإنسان منهج حياة يتحقّق من خلاله معنى العبودية
الّتي من أجلها خُلق، قال تعالى: ''وما خلقتُ الجن والإنس إلاّ ليعبدون''
والعبادة هنا بمفهومها الواسع هي علاقة مع الخالق سبحانه والخلق تشمل
الحياتين الدنيا والآخرة.
* خطيب مسجد عثمان بن عفان - اسطاوالي