شخص يعمل في الباخرة وقد قضى شهر رمضان كلّه في السفر فهل يصوم أم لا؟
قال تعالى: ''فمَن كان منكم مريضًا أو على سفر فعِدّة من أيّام أُخَر''
البقرة 184. وعلى مَن قال بالمشقة في السفر، إذا خلا سفره من المشقة وجب
عليه أن يصوم، وعلى مَن قال بالسفر فإنّه يجوز له أن يفطر على أن يقضي ما
أفطره بعد الرجوع إلى بيته. والمكلّف في هذه الحالة إذا أخذ بالعزيمة وهي
الصوم مأجور، وإذا أخذ بالرخصة وهي الأكل مأجور، ويقضي.
ما حكم بلع اللعاب والنخامة للصّائم؟
اللُّعاب الّذي هو الريق لا يضر الصوم ولا حرج فيه، أمّا النخامة وهو ما
يخرج من الصدر أو من الأنف فإن استطاع الصائم إخراجها فعل، وإن لم يستطع
وشُقَّ عليه الأمر فلا حرج عليه، والله تعالى يقول: ''ومَا جعلَ عليكُم في
الدِّين من حرج'' الحج .78
هل الاحتلام والاستمناء يبطلان الصوم؟
الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنّه ليس باختيار الصّائم، ومن احتلم ورأى الماء
أن يغتسل غسل الجنابة لو احتلم بعد صلاة الفجر وأخّر الغسل إلى وقت صلاة
الظهر فلا بأس، وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلاّ بعد طلوع الفجر
لم يكن عليه حرج في ذلك، فقد ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه
كان يصبح جُنُبًا من جماع ثمّ يغتسل، لكن لا يجوز للجنُب تأخير الغسل أو
الصّلاة إلى طلوع الشّمس، بل يجب عليه المسارعة إلى الغسل قبل طلوع الشّمس
حتّى يؤدي الصّلاة في وقتها.
شخص كان صائمًا تطوّعا دعاهُ قريبه إلى وليمة أقامها لأجل زواج ابنه وألّح عليه أن يفطر فأفطر، فهل عليه قضاء أم كفارة؟
لا قضاء عليه ولا كفارة، وإنّما عمل بسُنّة رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم حيث قال: ''إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرًا فليطعِم
وإن كان صائمًا فليصل - يعني الدعاء-'' أخرجه مسلم. وله أن يفطر، قال
صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء
ترك'' أخرجه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''الصائم المتطوّع أمير
نفسه إن شاء صام وإن شاء فطر'' رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح، وقال
صلّى الله عليه وسلّم من حديث عائشة رضي الله عنها: ''إنّما مثل صوم
المتطوّع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها''
أخرجه الترمذي وهو حديث حسن. فإجابة دعوة أخيك واجبة، وإن ألّح عليك لتأكل
وأنت صائم فلك أن تأكل للأحاديث السّابقة، وفي هذا توطيد للعلاقات
الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، ومن المؤسف أن نسمع عن أناس لا
يجيبون دعوة مَن كان فقيرًا أو لا يدعون إلاّ مَن كان غنيًا، بل الأولى أن
يحرص العبد المؤمن أن يأكل طعامه التقي، فقيرًا كان أو غنيًا.
فتاة تسأل عن كيفية التّكفير عن قيامها بمعصية العادة السرية في نهار رمضان؟
l العادة السرية محرّمة على الذكور وعلى الإناث في رمضان وفي غير رمضان،
إلاّ أنّ حرمتها في رمضان أشدّ، وعليكِ التوبة إلى الله عزّ وجلّ بكثرة
الاستغفار والندم والعزم على عدم الرجوع إليها، مع الإكثار من الطاعات
والعبادات كذكر الله وتلاوة القرآن والصدقة، والعادة السرية والاستمناء في
نهار رمضان من مفطرات الصوم، فعليكِ أوّلاً قضاء تلك الأيّام، وإن حصل
إنزال ممّن مارس هذه العادة، فيجب عليه الغسل، إن صلّى بلا غسل وجب عليه
قضاء تلك الصّلوات بعد الاغتسال. هذا ليتعلّم شبابنا ضبط أنفسهم وشهواتهم،
فلا يطلقون لها الحبال لتشبع ولو بالحرام، فديننا دين الاستقامة والفضيلة
لا دين الزيغ والرذيلة، قال تعالى: ''وَالَّذِينَ هُم لفُروجِهِم حافظون
إلاَّ على أزواجِهِم أوْ ما ملكَت أيْمانُهم فإنّهُم غيرُ مَلُومين فَمَن
ابتغَى وراء ذلِك فَأُولَئِك هُم العادون'' المعارج: .31/29 ويرى جُل
العلماء أن الاستمناء في نهار رمضان بالنّظر أو التّفكير أو الملامسة
يُوجِب القضاء والكفارة وهذا الأحوط لدين المرء.