أمطار
غزيرة وعاصفة عنيفة ودار للايتام تحترق وبكاء ثلاثة أطفال يعم أرجاء مدينة
كبيرة وبضع خطوات متجهة نحو البحر في يوم مشمس وجميل وقلادة تسقط على الارض
وتنكسر وتتناثر أجزائها هنا وهناك فتحملها صاحبتها بحزن وتضعها في كيس
وتتابع مشيها على شاطيء البحر حتى تصل الى صخرة وتقف نحوها وتخرج من
حقيبتها دفنر صغيرا فتجلس وتقلب صفحاته لبرهة ثم تحرقه وترميه في البحر
وتغوص في
غياهب افكارها وذكرياتها وفجأة تعود الى الواقع مع سماع صوت يناديها يا
خاله يا خاله ؟نعم ياصغري كيف أساعدك؟عفوا ألست الصحفية المشهورة أمال؟نعم
هل من خدمة ؟كان ذاك طفل صغير تشع من عينيه البراءة بلطف سألها هل ممكن
توقيعك فانا من أشد معجبيك فبتسمت ووقعت له وقبلته وبحنان ضمته ولاعبته
وفجأة راحت بها اذاكرة الى الماضي حيث هناك ثلاثة أطفال يجرون في شوارع في ليل مظلم يبكون على وقع الامطار والعاصفة ويرتجفون بردا
حتى
وصلوا الى شجرة جلسوا تحتها ونام من شدة التعب على الارض وفي الصباح عند
هدوء العاصفة أتى رجل فوجدهم نائمون وهم يرتجفون بالبرد بملابس مبتلة
ومتسخة بالوحل كانوا ثلاثة اخوة طفل وطفلتان
يتمى لم
يبقى لهم شيء لا ماوى ولا عائلة بعدما ماتت جدتهم التي ربتتهم بعد وفاة
ابنها وزوجته وسعت ليلا ونهارا لتؤمن لهم لقمة العيش فيذاك الفقر الشديد
واحتراق الميتم الذي لجاو اليه فحملهم ذاك الرجل وأخذهم
الى بيته
فألبسهم لباسا جافا وأطعمهم وساقهم ماء عذبا وطمئنهم أنه سيعتني بهم
ويربيهم كا أبنائه كان رجل أعزب يعيش وحده بعمر الثلاثين
أدخل
البنتين ملاك وأمال الى مدرسة وترك امال ترسم أمالها في حب الصحافة وملاك
تكتب أحلامها في عشق الكتابة واذ التاجر الصغير على جنب وجعله ثمن عيشهم
بكرامة وفي أمان كانت زينته البراءة تجملها شقاوة طفولة فكان على الشيطان
ان يقتل الطفل البريء ويحوله الى وحش متعطش للمال رباه على ان المال هو كل
شيء في الحياة وعلمه القسوة والعنف ومحى من قلبه الرحمة والرافة وجعله أكبر
تاجر في المخدرات معروف في كل مكان لكنه لم يستطيع من ان يمنعه من ان يكون
الاب والاخ والصديق لاختيه فقد غمرهما بلحب والحنان وكان يعاملهما بلطف
ومرت سنوات بدأت الطفلتان تكبران
وبدأو الابحار في بحر الحياة وراحوا يواجهون قسوة الحياة فزادت أسئلتهم وكثرت حاجيتهم وضاق صبر العجوز الهرم منهم
فراح
يقسو عليهم في معاملته ويضربهم وعند عودة أمير كالملاك يغدوا فترا يغمرهما
بالحنان والحب وأتى يوم عاد في أمير الى البيت فوجد الرجل الهرم يضرب اختيه
فجن جنونه وقلب البيت رأسا على عقل ورحل هو وأختيه الى بيت اخر فجن جنون
الرجل وبعث اليه عصابة من المجرمين فراحوا الى بيته وكسروه ودمروه ولم يكن
في البيت الى ملاك وأمير اما أمال فقد كانت في الجامعة تدرس من أجل ان تصير
صححفية ناجحة وبقيت ملاك تكتب في روايتها تبحث عن نهاية لها وكانت
الراويةعبارة عن قصة حياتها فقالت لهم وهي تبكي ماذا تريدون منا ومن اخي
قالوا
نريدوا قتلة فسألتهم عن سبب فقالوا لها كي لا يكشف أسرارنا للشرطة فخاطبت
بستغراب أي أسرار فبي سخرية ألا تعلمين ان أخاك اكبر تاجر للمخدرات في
منطقة بكت وأبت ان تصدقهم حتى اخبرها مير انهم يقولون الحقيقة فجن جنونها
وراحت تتصل بالشرطة غير مبالية بما سيجري فيما بعد
فأتت
الشرطة وعتقلت العصابة اما أمير فقد وجدته قد رحل بعدما وضع القلادة التي
على عنق ملاك كانت قلادة من القلادات التي أهدتها لهم جدتهم في صغرهم ورمى
بنفسه من الجسر هناك من يقول أنه مات وهناك من يقول أنه نجى وصار بحاراأما
أمال فصارت صحفية مشهورة صاحبة مجلة ناحة أما ملاك فقد أكملت روايتها
وأسمتها "قلادة اليتيم في بحر الحياة "وانتحرت وتركتها لاختها كي تنشرها
وتصل بها الى عالم الشهرة والنجاح
وتبقى وراء الذكريات تمشي على شاطيء البحر علها تلمح اخاها ذات يوم
