النزلات المعوية من أهم أمراض الجهاز الهضمي، نظرا إلى كثرة تناول
الأطعمة خارج المنزل، وهي عبارة عن تسمم غذائي بميكروب السالمونيلا.. وقد
تكون الإصابة بها بسيطة أو شديدة جدا وتبدأ أعراضها بعد ساعات قليلة من
تناول أي أطعمة ملوثة بهذا الميكروب، ويعانى المريض من ارتفاع في الحرارة
ومن غثيان يصل إلى حد القيء، ومن آلام في البطن، مع إسهال يكون شديدا
ومتواصلا أحيانا، مما يسبب الجفاف والهبوط في الدورة الدموية، وخصوصا لدى
الأطفال والشيوخ.. ورغم خطورة هذه الأعراض، فإن أغلب المرضى يتماثلون
للشفاء خلال أيام قليلة بالعلاج الناجح .
يتم تشخيص هذه الحالات عن
طريق فحص صورة الدم، حيث تبدو كرات الدم البيضاء بأعداد كبيرة. أما مزرعة
البراز لدى المصابين فتكون إيجابية لميكروب «السالمونيلا»، وبصفة خاصة في
الحالات الحادة أثناء تفاقم الأعراض. كما أن مزرعة الدم، أحيانا، تكون
إيجابية لهذا الميكروب.
ومن الملاحَظ أنه قد يختلط تشخيص النزلات
المعوية التي يسببها ميكروب «السالمونيلا» مع التسمم الغذائي، الذي تسببه
الميكروبات العنقودية أو يختلط في التشخيص مع النزلات المعوية الفيروسية
الأميبية أو «الدوسنتاريا الباسيلية».. ويكون علاج هذه الحالات عن طريق
إعطاء المحاليل المناسبة، خصوصا في حالة الجفاف، أو تعالَج بمركبات
«الكلورامفنيكول» أو بغيرها .
كما قد يصاب الإنسان في الصيف بالحميات
المعوية الحارة (التيفوئيد والباراتيفود). وحمى التيفود يسببها ميكروب
«السالمونيلا الباراتيفودية»، بأنواعها الثلاثة. وتختلف فترة حضانة المرض
من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وتكون فترة الحضانة أقصر في حميات
«الباراتيفود» عنها في حميات «التيفوئيد» وتعتمد شدة الإصابة على كمية
الميكروبات الملوثة للطعام الذي تناوله المصاب وعلى درجة مقاومته ومناعته
ضد هذا المرض. وتشكل حمى «التيفوئيد» نسبة 80 % من عدد الإصابات بالحميات
المعوية الحادة في مصر، بينما تكون الإصابة بحمى «الباراتيفوئيد» 20 %.
ومن
أعراض الإصابة بهذه الحميات أنها تبدأ بفقدان الشهية والصداع وتكون على
شكل ألم مستمر في الجبهة، ويكون الإحساس بالإعياء ظاهرة متغيرة ومتزايدة
خلال فترة ظهور الأعراض.
ومن الجدير بالذكر أن هناك أعراضا غير شائعة
لهذه الأنواع من الحميات، وهي الرجفة وآلام الجسم وتقرحات الفم، وقد يصاب
المريض أحيانا بكحة جافة، خصوصا في نصف الحالات المصابة. أما نزيف الأنف
فهو من الأعراض نادرة الحدوث، وإذا حدث غثيان مصحوب بقيء في بعض الأحيان،
فإن ذلك يمثل 20% من المرضى ويكون بسيطا ولا يطول أمده، وغالبا ما تكون
مظاهر الإخراج طبيعية دون معاناة للقولون، لأن الميكروب يصيب الأمعاء
الدقيقة ولا يؤثر على الأمعاء الغليظة باثولوجيا .
للتخلص من متاعب
أمراض الجهاز الهضمي خلال فصل الصيف، يجب تناول الوجبات الخفيفة والإكثار
من شرب السوائل وتجنب الدهنيات والامتناع تماما عن تناول الأطعمة المكشوفة
أو استعمال أدوات الآخرين، مع الاهتمام بقواعد النظافة والصحة العامة.