السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي واخواتي الكرام هذا موضوع مختصر من كتاب ماذا يحب الله جل جلاله وماذا يبغض..؟
للكاتب : عدنان الطرشة
نفعنا الله به جميعا.
ما يحب الله من العبادات
أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله"
الإيمان بالله هو التوحيد, أي ؛ إفراد الله بالعبادة وهو ثلاثة أنواع:
1- توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد كالصلاة والذبح والنذر والدعاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة
2- توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله كالخلق, والرزق والإحياء والإماتة والبعث.
3- توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم,
والأحاديث الصحيحة؛ من أسماء الله , وصفاته التي وصف بها نفسه , أو وصفه
بها رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة , وعدم التعرض لها بشيء من
التكييف أو التمثيل أو التشبيه أو التأويل أو التحريف أو التعطيل. .
أحب الأعمال إلى الله صلة الرحم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله , ثم صلة الرحم"
صلة الرحم : قال رسول الله :" إن الله خلق الخلق , حتى إذا فرغ من خلقه
قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة, قال : نعم, أما ترضين أن أصل من
وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك. قال رسول الله :
فاقرءوا إن شئتم{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي
الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}
قال ابن أبي جمرة:"تكون صلة الرحم بالمال, وبالعون على الحاجة, وبدفع
الضرر, وبطلاقة الوجه, وبالدعاء . والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ,
ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة , وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم
أهل استقامة , فإن كانوا كفاراً أو فجاراً فمقاطعتهم في الله هي صلتهم ,
بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق ,
ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق
المثلى"
أحب العمل إلى الله الصلاة على وقتها:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ,قال:سألت النبي صلى الله عليه وسلم:أي العمل أحب إلى الله ؟ قال :" الصلاة على وقتها"
الصلاة على وقتها: إن لكل صلاة من الصلوات الخمس وقت محدد إذا خرج فقد فاتت
الصلاة , والله عز وجل يحب أن تصلى الصلاة في وقتها المحدد لا أن تصلى
قضاءً في غير وقتها . قال ابن بطال: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول
أوقاتها أفضل من التراخي فيها لأنه إنما شرط فيها أن تكن أحب الأعمال إذا
أقيمت لوقتها المستحب...فإخراجها عن وقتها محرم وقد قال الله تعالى :{
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.
{ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} إما عن وقتها الأول فيؤخرها إلى آخره دائماً
أو غالباً, وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به وإما عن
الخشوع فيها والتدبر لمعانيها.
أحب الصلاة إلى الله قيام ثلث الليل:
__tmp_adfirstpost__
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام , كان ينام نصف الليل, ويقوم ثلثه , وينام سدسه"
صلاة داود: كان داود عليه السلام يجم نفسه بنوم أول الليل ثم يقوم في الوقت
الذي ينادي الله فيه: هل من سائل فأعطيه سؤله. ثم يستدرك بالنوم ما يستريح
به من نصب القيام في بقية الليل , وهذا هو النوم عند السحر , وإنما صارت
هذه الطريقة أحب من أجل الأخذ بالرفق للنفس التي يخشى منها السآمة, وقد قال
صلى الله عليه وسلم:" فو الله لا يمل الله حتى تملوا" والله يحب أن يديم
فضله ويوالي إحسانه , وإنما كان ذلك أرفق لأن النوم بعد القيام يريح البدن
ويذهب ضرر السهر وذبول الجسم بخلاف السهر إلى الصباح.
أحب الصيام إلى الله صيام يوم بعد يوم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحب الصيام إلى الله صيام داود, كان يصوم يوماً ويفطر يوماً"
صيام داود: عن عبد الله بن عمرو قال : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أني أقول: والله لأصومن من النهار ولأقومن الليل ما عشت , فقلت له : قد قلت
بأبي أنت وأمي . قال: " فإنك لا تستطيع ذلك , فصم وافطر, وقم ونم , وصم من
الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها , وذلك مثل صيام الدهر"قلت :
إني أطيق أفضل من ذلك. قال :" فصم يوماً وأفطر يومين"قلت إني أطيق أفضل من
ذلك قال :" فصم يوماً وأفطر يوماً, فذلك صيام داود عليه السلام , وهو أفضل
الصيام"فقلت إني أطيق أفضل من ذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا
أفضل من ذلك"
من يحب الله من الناس
يحب الله قارئ سورة الإخلاص:
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية وكان يقرأ
لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد , فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى
الله عليه وسلم فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟" فسألوه فقال: لأنها صفة
الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها , فقال النبي: " أخبروه أن الله يحبه"
قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يكون سبب محبة الله له محبته لهذه السورة ,
ويحتمل أن يكون لما دل عليه كلامه لأن محبته لذكر صفات الرب دالة على صحة
اعتقاده .
وقال القرطبي في المفهم: محبة الله لعبده تقريبه له وإكرامه وليست بميل ولا
غرض كما هي من العبد , وليست محبة العبد لربه نفس الإرادة بل هي شيء زائد
عليها , فإن المرء يجد من نفسه أنه يحب ما لا يقدر على اكتسابه ولا على
تحصيله, والإرادة هي التي تخصص الفعل ببعض وجوهه الجائزة ويحس من نفسه أنه
يحب الموصوفين بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة كالعلماء والفضلاء والكرماء
وإن لم يتعلق له بهم إرادة مخصصة.وإذا صح الفرق فالله سبحانه وتعالى محبوب
لمحبيه على حقيقة المحبة كما هو معروف عند من رزقه الله شيئاً من ذلك
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من محبيه المخلصين .
أحب العباد إلى الله النافع لعياله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله"
أنفعهم لعياله: هو الذي ينفع أهله وأولاده بأن يقيهم النار بتعليمهم الدين
وتنشئتهم عليه ومتابعتهم على الالتزام به, ويؤدي إليهم ما عليه من حقوق
وواجبات من نفقة وغيرها قال عليه السلام:" أفضل دينار ينفقهه الرجل دينار
ينفقه على عياله"وهو أعظم أجراً من الدينار الذي ينفقه في سبيل الله أو في
فك رقبة أو على مسكين لقوله صلى الله عليه وسلم:"أعظمها أجراً الذي أنفقته
على أهلك"
وهو الذي يدخل السرور إلى قلوب عياله بأنواع من الترفيه المباح, ويحرص على
درء المفاسد عنهم , وجلب المصالح لهم.وفيه حث على فضل قضاء حوائج الخلق
ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو جاه أو إشارة أو نصح أو دلالة على خير أو
غير ذلك.
وفي الحديث رد على من رفض الدنيا بالكلية من النساك وترك الناس وتخفى
للعبادة وخفي عليه أن أعظم عبادة الله ما يكون نفعها عائداً لمصالح عباده.
يحب الله الحيي العفيف المتعفف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى ...يحب الحيي العفيف المتعفف"
الحيي العفيف المتعفف: هو الفقير المنكف عن الحرام الذي لا مال له ومع ذلك
يتعفف ولا يظهر الشكوى والفقر , ويتوكل على الله ويسأله الرزق , ويستحي أن
يسأل الناس أن يتصدقوا عليه من أموالهم حتى أن الناس الذين يجهلون حقيقة
أمره وحاله يظنونه غنياً من التعفف كما قال تعالى:{ لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ
أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم
بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً}
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ليس المسكين بالذي ترده التمرة والتمرتان ,
ولا اللقمة واللقمتان , إنما المسكين المتعفف, اقرؤوا إن شئتم لا يسألون
الناس إلحافا"
يحب الله لقاء من يحب لقاءه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه"
حب لقاء الله :فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه عندما سألته عائشة رضي الله عنها فقالت: يا نبي الله أكراهية الموت
فكلنا نكره الموت , فقال عليه السلام:" ليس ذلك , ولكن المؤمن إذا حضره
الموت بشر برضوان الله وكرامته , فليس شيء أحب إليه مما أمامه, فأحب لقاء
الله وأحب الله لقاءه"
واللقاء يقع على أوجه: منها المعاينة, ومنها البعث كقوله تعالى :{
الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ}ومنها الموت كقوله :{ مَن كَانَ
يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ }قيل : المراد بلقاء
الله هنا المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض به الموت
لأن كلاًّ يكره الموت , فمن ترك الدنيا وأبغضها فلا يحب استمرار الإقامة
فيها بل يستعد للارتحال عنها أحب لقاء الله .
من يبغض الله من الناس
لا يحب الله الخائنين:
قال الله تعالى:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}وقال تعالى:{
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}الخيانة: هي الغش والغدر
وإخفاء الشيء وهي ضد الأمانة
الخائنون:هم الذين يخونون الله ورسوله , ويخونون ما اؤتمنوا عليه من العلم
والأمانات وغيرها , ويفشون الأسرار , ويدعون الزور , ويغشون في تعاملهم
وتجارتهم , وينقضون العهود ويخالفون الاتفاقات التي يعقدونها, "إن بعدكم
قوما يخونون ولا يؤتمنون , ويشهدون ولا يستشهدون, وينذرون ولا يفون"
" ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه"
"وهم الذين يخلفون إخوانهم أو أقربائهم أو جيرانهم في أهليهم وزوجاتهم
فيخونونهم, ويخونون شركاءهم في العمل أو أصحاب العمل , ويخصون أنفسهم
بالدعاء دون المأمومين,ويسرقون النظر إلى النساء
"والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك"
لا يحب الله الفرحين
قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
الفرح: لذة تقع في القلب بإدراك المحبوب ونيل المشتهى , فيتولد من إدراكه
حالة تسمى الفرح والسرور , كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب فإذا فقده
تولد من فقده حالة تسمى الحزن والغم وقد ذكر الله تعالى الأمر بالفرح بفضله
وبرحمته:{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
فالفرح متى كان بالله وبما منّ الله به مقارناً للخوف والحذر :لم يضره صاحبه , ومتى خلا عن ذلك : ولا بد
الفرحون : هم قساة القلوب البطرين{ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ
وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} لا يفرحون بالقرآن
والإسلام ويفرحون ويمرحون بالدنيا وما فيها من كفر وشرك , وفسق وفجور ,
وملاهي ومعاصي.وهم الذين يفرحون فرحاً مطغياً لا فرح سرور بفضل الله
وإنعامه ويتخذون الشماخة والكبر والأشر والبطر والاستغراق في اللهو والفرح
بما أوتوا ديدناً وشعاراً.وهم الأثرياء الذين أعطاهم الله تعالى من الدنيا
ما لا حصر له فلا يطلبون بها الدار الآخرة وهي الجنة بل يطلبون بها ما هو
حاصل لهم في الأصل أي الدنيا ويضيعون أعمارهم في سبيل ذلك.
لا يحب الله المختال الفخور:
قال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}
المختال الفخور : هو المتكبر المعجب بنفسه وينظر إليها بعين الافتخار,
وينظر إلى الناس بعين الاحتقار ويصعر خده لهم , ويفخر بحسبه وماله ومركزه
الاجتماعي , ويمشي في الأرض مرحاً , ويختال في مشيته , ويرفع صوته.
هو الذي يعق والديه ولا يعاملهما بإحسان , ولا يحسن إلى أقربائه واليتامى والمساكين , ولا يكرم جيرانه أو ابن السبيل أو الخدم.
هو الذي يدعي لنفسه ما ليس عنده ليفتخر على غيره , ويحزن على ما فاته من
الدنيا .{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
يبغض الله الجعظري الجواظ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله : يبغض كل جعظري جواظ, سخاب في
الأسواق, جيفة بالليل , حمار بالنهار,عالم بالدنيا , جاهل بالآخرة"
الجعظري:هو الفظ المتكبر, أو الأكول الغليظ والقصير الذي يتمدح وينفخ بما ليس فيه أو عنده.
الجواظ: هو الضخم كثير اللحم المختال في مشيته والكثير الكلام والجلبة في
الشر والفظ الغليظ والأكول قال عليه السلام:"لا يدخل الجنة الجواظ, ولا
الجعظري"
السخاب: هو الصخاب ؛ كثير الضجيج والخصام خشبة بالليل سخاب بالنهار إذا جن
عليه الليل سقط نائما كأنه خشبة , فإذا أصبح تساخب على الدنيا شحا وحرصا
الجيفة: هي جثة الميت وقد أراح , فهو ينام طوال ليله كالجيفة التي لا تتحرك
فلا قيام ليل ولا صلاة فجر, حتى إذا ما اقترب موعد العمل هبّ من نومه ولبس
ثيابه على وجه السرعة وانطلق إلى عمله.
الحمار: هو الذي يعمل كالحمار طوال النهار لدنياه على حساب آخرته, والأسوأ
من ذلك أن يعمل كالحمار لدنيا غيره على حساب آخرته , حتى إذا ما جاء موعد
النوم ارتمى على فراشه كالجيفة.
يبغض الله الفاحش المتفحش:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى يبغض الفاحش المتفحش" . وقال رسول الله:" إن الله لا يحب كل فاحش متفحش"
الفاحش المتفحش:الفاحش هو المجبول على الفحش الذي يتكلم بما يكره سماعه أو
الذي يرسل لسانه بما لا ينبغي من السباب والشتائم والتعيير وبذيء الكلام,
ويعبر عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة. والمتفحش المتعاطي لذلك
المستعمل له.
وقيل هو كل من يعمل أعمالاً شديدة القبح من ذنوب ومعاصي , وكل خصلة قبيحة
فاحشة من الأقوال والأفعال , وكل ما نهى الله عز وجل عنه. والمتفحش هو الذي
يتكلف الفحش ويتعمده, ومصدر الفحش الخبث واللؤم, قال رسول الله :" ما كان
الفحش في شيء إلا شانه" أي ما كان الفحش في شيء إلا عيبه ولو كان جماداً
فكيف بالإنسان
يتبع
اخوتي واخواتي الكرام هذا موضوع مختصر من كتاب ماذا يحب الله جل جلاله وماذا يبغض..؟
للكاتب : عدنان الطرشة
نفعنا الله به جميعا.
ما يحب الله من العبادات
أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله"
الإيمان بالله هو التوحيد, أي ؛ إفراد الله بالعبادة وهو ثلاثة أنواع:
1- توحيد الألوهية : وهو توحيد الله بأفعال العباد كالصلاة والذبح والنذر والدعاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة
2- توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله كالخلق, والرزق والإحياء والإماتة والبعث.
3- توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم,
والأحاديث الصحيحة؛ من أسماء الله , وصفاته التي وصف بها نفسه , أو وصفه
بها رسوله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة , وعدم التعرض لها بشيء من
التكييف أو التمثيل أو التشبيه أو التأويل أو التحريف أو التعطيل. .
أحب الأعمال إلى الله صلة الرحم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله , ثم صلة الرحم"
صلة الرحم : قال رسول الله :" إن الله خلق الخلق , حتى إذا فرغ من خلقه
قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة, قال : نعم, أما ترضين أن أصل من
وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك. قال رسول الله :
فاقرءوا إن شئتم{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي
الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}
قال ابن أبي جمرة:"تكون صلة الرحم بالمال, وبالعون على الحاجة, وبدفع
الضرر, وبطلاقة الوجه, وبالدعاء . والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير ,
ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة , وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم
أهل استقامة , فإن كانوا كفاراً أو فجاراً فمقاطعتهم في الله هي صلتهم ,
بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلفهم عن الحق ,
ولا يسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق
المثلى"
أحب العمل إلى الله الصلاة على وقتها:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ,قال:سألت النبي صلى الله عليه وسلم:أي العمل أحب إلى الله ؟ قال :" الصلاة على وقتها"
الصلاة على وقتها: إن لكل صلاة من الصلوات الخمس وقت محدد إذا خرج فقد فاتت
الصلاة , والله عز وجل يحب أن تصلى الصلاة في وقتها المحدد لا أن تصلى
قضاءً في غير وقتها . قال ابن بطال: فيه أن البدار إلى الصلاة في أول
أوقاتها أفضل من التراخي فيها لأنه إنما شرط فيها أن تكن أحب الأعمال إذا
أقيمت لوقتها المستحب...فإخراجها عن وقتها محرم وقد قال الله تعالى :{
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.
{ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} إما عن وقتها الأول فيؤخرها إلى آخره دائماً
أو غالباً, وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به وإما عن
الخشوع فيها والتدبر لمعانيها.
أحب الصلاة إلى الله قيام ثلث الليل:
__tmp_adfirstpost__
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام , كان ينام نصف الليل, ويقوم ثلثه , وينام سدسه"
صلاة داود: كان داود عليه السلام يجم نفسه بنوم أول الليل ثم يقوم في الوقت
الذي ينادي الله فيه: هل من سائل فأعطيه سؤله. ثم يستدرك بالنوم ما يستريح
به من نصب القيام في بقية الليل , وهذا هو النوم عند السحر , وإنما صارت
هذه الطريقة أحب من أجل الأخذ بالرفق للنفس التي يخشى منها السآمة, وقد قال
صلى الله عليه وسلم:" فو الله لا يمل الله حتى تملوا" والله يحب أن يديم
فضله ويوالي إحسانه , وإنما كان ذلك أرفق لأن النوم بعد القيام يريح البدن
ويذهب ضرر السهر وذبول الجسم بخلاف السهر إلى الصباح.
أحب الصيام إلى الله صيام يوم بعد يوم:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أحب الصيام إلى الله صيام داود, كان يصوم يوماً ويفطر يوماً"
صيام داود: عن عبد الله بن عمرو قال : أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أني أقول: والله لأصومن من النهار ولأقومن الليل ما عشت , فقلت له : قد قلت
بأبي أنت وأمي . قال: " فإنك لا تستطيع ذلك , فصم وافطر, وقم ونم , وصم من
الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها , وذلك مثل صيام الدهر"قلت :
إني أطيق أفضل من ذلك. قال :" فصم يوماً وأفطر يومين"قلت إني أطيق أفضل من
ذلك قال :" فصم يوماً وأفطر يوماً, فذلك صيام داود عليه السلام , وهو أفضل
الصيام"فقلت إني أطيق أفضل من ذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا
أفضل من ذلك"
من يحب الله من الناس
يحب الله قارئ سورة الإخلاص:
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية وكان يقرأ
لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد , فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى
الله عليه وسلم فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟" فسألوه فقال: لأنها صفة
الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها , فقال النبي: " أخبروه أن الله يحبه"
قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يكون سبب محبة الله له محبته لهذه السورة ,
ويحتمل أن يكون لما دل عليه كلامه لأن محبته لذكر صفات الرب دالة على صحة
اعتقاده .
وقال القرطبي في المفهم: محبة الله لعبده تقريبه له وإكرامه وليست بميل ولا
غرض كما هي من العبد , وليست محبة العبد لربه نفس الإرادة بل هي شيء زائد
عليها , فإن المرء يجد من نفسه أنه يحب ما لا يقدر على اكتسابه ولا على
تحصيله, والإرادة هي التي تخصص الفعل ببعض وجوهه الجائزة ويحس من نفسه أنه
يحب الموصوفين بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة كالعلماء والفضلاء والكرماء
وإن لم يتعلق له بهم إرادة مخصصة.وإذا صح الفرق فالله سبحانه وتعالى محبوب
لمحبيه على حقيقة المحبة كما هو معروف عند من رزقه الله شيئاً من ذلك
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من محبيه المخلصين .
أحب العباد إلى الله النافع لعياله:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله"
أنفعهم لعياله: هو الذي ينفع أهله وأولاده بأن يقيهم النار بتعليمهم الدين
وتنشئتهم عليه ومتابعتهم على الالتزام به, ويؤدي إليهم ما عليه من حقوق
وواجبات من نفقة وغيرها قال عليه السلام:" أفضل دينار ينفقهه الرجل دينار
ينفقه على عياله"وهو أعظم أجراً من الدينار الذي ينفقه في سبيل الله أو في
فك رقبة أو على مسكين لقوله صلى الله عليه وسلم:"أعظمها أجراً الذي أنفقته
على أهلك"
وهو الذي يدخل السرور إلى قلوب عياله بأنواع من الترفيه المباح, ويحرص على
درء المفاسد عنهم , وجلب المصالح لهم.وفيه حث على فضل قضاء حوائج الخلق
ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو جاه أو إشارة أو نصح أو دلالة على خير أو
غير ذلك.
وفي الحديث رد على من رفض الدنيا بالكلية من النساك وترك الناس وتخفى
للعبادة وخفي عليه أن أعظم عبادة الله ما يكون نفعها عائداً لمصالح عباده.
يحب الله الحيي العفيف المتعفف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى ...يحب الحيي العفيف المتعفف"
الحيي العفيف المتعفف: هو الفقير المنكف عن الحرام الذي لا مال له ومع ذلك
يتعفف ولا يظهر الشكوى والفقر , ويتوكل على الله ويسأله الرزق , ويستحي أن
يسأل الناس أن يتصدقوا عليه من أموالهم حتى أن الناس الذين يجهلون حقيقة
أمره وحاله يظنونه غنياً من التعفف كما قال تعالى:{ لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ
أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم
بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً}
قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ليس المسكين بالذي ترده التمرة والتمرتان ,
ولا اللقمة واللقمتان , إنما المسكين المتعفف, اقرؤوا إن شئتم لا يسألون
الناس إلحافا"
يحب الله لقاء من يحب لقاءه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه"
حب لقاء الله :فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه عندما سألته عائشة رضي الله عنها فقالت: يا نبي الله أكراهية الموت
فكلنا نكره الموت , فقال عليه السلام:" ليس ذلك , ولكن المؤمن إذا حضره
الموت بشر برضوان الله وكرامته , فليس شيء أحب إليه مما أمامه, فأحب لقاء
الله وأحب الله لقاءه"
واللقاء يقع على أوجه: منها المعاينة, ومنها البعث كقوله تعالى :{
الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ}ومنها الموت كقوله :{ مَن كَانَ
يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ }قيل : المراد بلقاء
الله هنا المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض به الموت
لأن كلاًّ يكره الموت , فمن ترك الدنيا وأبغضها فلا يحب استمرار الإقامة
فيها بل يستعد للارتحال عنها أحب لقاء الله .
من يبغض الله من الناس
لا يحب الله الخائنين:
قال الله تعالى:{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}وقال تعالى:{
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}الخيانة: هي الغش والغدر
وإخفاء الشيء وهي ضد الأمانة
الخائنون:هم الذين يخونون الله ورسوله , ويخونون ما اؤتمنوا عليه من العلم
والأمانات وغيرها , ويفشون الأسرار , ويدعون الزور , ويغشون في تعاملهم
وتجارتهم , وينقضون العهود ويخالفون الاتفاقات التي يعقدونها, "إن بعدكم
قوما يخونون ولا يؤتمنون , ويشهدون ولا يستشهدون, وينذرون ولا يفون"
" ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه"
"وهم الذين يخلفون إخوانهم أو أقربائهم أو جيرانهم في أهليهم وزوجاتهم
فيخونونهم, ويخونون شركاءهم في العمل أو أصحاب العمل , ويخصون أنفسهم
بالدعاء دون المأمومين,ويسرقون النظر إلى النساء
"والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك"
لا يحب الله الفرحين
قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
الفرح: لذة تقع في القلب بإدراك المحبوب ونيل المشتهى , فيتولد من إدراكه
حالة تسمى الفرح والسرور , كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب فإذا فقده
تولد من فقده حالة تسمى الحزن والغم وقد ذكر الله تعالى الأمر بالفرح بفضله
وبرحمته:{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
فالفرح متى كان بالله وبما منّ الله به مقارناً للخوف والحذر :لم يضره صاحبه , ومتى خلا عن ذلك : ولا بد
الفرحون : هم قساة القلوب البطرين{ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ
وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} لا يفرحون بالقرآن
والإسلام ويفرحون ويمرحون بالدنيا وما فيها من كفر وشرك , وفسق وفجور ,
وملاهي ومعاصي.وهم الذين يفرحون فرحاً مطغياً لا فرح سرور بفضل الله
وإنعامه ويتخذون الشماخة والكبر والأشر والبطر والاستغراق في اللهو والفرح
بما أوتوا ديدناً وشعاراً.وهم الأثرياء الذين أعطاهم الله تعالى من الدنيا
ما لا حصر له فلا يطلبون بها الدار الآخرة وهي الجنة بل يطلبون بها ما هو
حاصل لهم في الأصل أي الدنيا ويضيعون أعمارهم في سبيل ذلك.
لا يحب الله المختال الفخور:
قال تعالى :{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}
المختال الفخور : هو المتكبر المعجب بنفسه وينظر إليها بعين الافتخار,
وينظر إلى الناس بعين الاحتقار ويصعر خده لهم , ويفخر بحسبه وماله ومركزه
الاجتماعي , ويمشي في الأرض مرحاً , ويختال في مشيته , ويرفع صوته.
هو الذي يعق والديه ولا يعاملهما بإحسان , ولا يحسن إلى أقربائه واليتامى والمساكين , ولا يكرم جيرانه أو ابن السبيل أو الخدم.
هو الذي يدعي لنفسه ما ليس عنده ليفتخر على غيره , ويحزن على ما فاته من
الدنيا .{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
يبغض الله الجعظري الجواظ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله : يبغض كل جعظري جواظ, سخاب في
الأسواق, جيفة بالليل , حمار بالنهار,عالم بالدنيا , جاهل بالآخرة"
الجعظري:هو الفظ المتكبر, أو الأكول الغليظ والقصير الذي يتمدح وينفخ بما ليس فيه أو عنده.
الجواظ: هو الضخم كثير اللحم المختال في مشيته والكثير الكلام والجلبة في
الشر والفظ الغليظ والأكول قال عليه السلام:"لا يدخل الجنة الجواظ, ولا
الجعظري"
السخاب: هو الصخاب ؛ كثير الضجيج والخصام خشبة بالليل سخاب بالنهار إذا جن
عليه الليل سقط نائما كأنه خشبة , فإذا أصبح تساخب على الدنيا شحا وحرصا
الجيفة: هي جثة الميت وقد أراح , فهو ينام طوال ليله كالجيفة التي لا تتحرك
فلا قيام ليل ولا صلاة فجر, حتى إذا ما اقترب موعد العمل هبّ من نومه ولبس
ثيابه على وجه السرعة وانطلق إلى عمله.
الحمار: هو الذي يعمل كالحمار طوال النهار لدنياه على حساب آخرته, والأسوأ
من ذلك أن يعمل كالحمار لدنيا غيره على حساب آخرته , حتى إذا ما جاء موعد
النوم ارتمى على فراشه كالجيفة.
يبغض الله الفاحش المتفحش:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى يبغض الفاحش المتفحش" . وقال رسول الله:" إن الله لا يحب كل فاحش متفحش"
الفاحش المتفحش:الفاحش هو المجبول على الفحش الذي يتكلم بما يكره سماعه أو
الذي يرسل لسانه بما لا ينبغي من السباب والشتائم والتعيير وبذيء الكلام,
ويعبر عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة. والمتفحش المتعاطي لذلك
المستعمل له.
وقيل هو كل من يعمل أعمالاً شديدة القبح من ذنوب ومعاصي , وكل خصلة قبيحة
فاحشة من الأقوال والأفعال , وكل ما نهى الله عز وجل عنه. والمتفحش هو الذي
يتكلف الفحش ويتعمده, ومصدر الفحش الخبث واللؤم, قال رسول الله :" ما كان
الفحش في شيء إلا شانه" أي ما كان الفحش في شيء إلا عيبه ولو كان جماداً
فكيف بالإنسان
يتبع