هناك طائفة من النّاس تصوم شهر
رمضان الكريم، لأنّهم اعتادوا صيامه تقليدًا للآباء والأجداد، أو أنّهم
يصومون لأنّهم يكرهون مخالفة النّاس ويخافون لومهم وعتابهم عليهم إن هم
أفطروا فجعلوا خشية النّاس كخشية الله أو أشدّ خشية.
فهم يصومون لكنّهم لا يُصلُّون، فيتركون أهم وأجلّ ركن في الإسلام وهو الصّلاة.
والله عزّ وجلّ يقول: ''فويل للمصلِّين الّذين هم عن صلاتهم ساهون'' والويل
هو العذاب أو واد في جهنّم، وهذا لمَن سَهَا عن صلاته فتركها وأهملها
تكاسلاً حتّى فات وقت أدائها، فإذا كان الويل لهذا المهمل للصّلاة، فماذا
سيكون مصير التارك للصّلاة نهائيًا؟
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمَن لا صلاة له.
والجواب واضح في كلام خليفة رسول الله الأوّل أبي بكر الصّدِّيق رضي الله
عنه الّذي قاله للّذين طلبوا منه أن يَكُفَّ عن مقاتلة قوم امتنعوا عن أداء
الزّكاة ولكنّهم اعترفوا بجميع الأركان الباقية واستعدوا للقيام بها، فقال
لهم تلك المقولة الّتي طار ذِكرها في الآفاق: والله لو منعوني عُقال بعير
كانوا يؤدونه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحاربتهم عليه، والله
لأقاتلنّ مَن يُفرّق بين الصلاة والزكاة.
هكذا ينطق الصديق رضي الله عنه بمقاتلة مَن يُفرِّق بين أركان الإسلام،
فإذا صُمتُم فكمّلوا تقواكم بالصّلاة ولا تجعلوا أجزاءً وأوصالاً، وإذا
صليتُم وأنتم مالكون للنِّصاب فزكُّوا وحجُّوا ليكمل الإيمان ويتم الأجر
والثواب. وهناك طائفة من النّاس تصوم وتصلي وتؤدي الزكاة، لكن لا يمنعها
هذا عن أكل أموال النّاس بالباطل، ولا عن الشتم والقذف وسفك الدماء
والخيانة والكذب.. إلخ، فهؤلاء هم المفلسون الّذين ليس لهم نصيب ممّا كسبوا
من أعمالهم الصّالحة، إذ أنّهم سيخسرونها ثم يُطرَحون في نار جهنّم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
''أتدرون مَن المُفلس؟ قالوا: المُفلِس فينا مَن لا درهم له ولا متاع،
فقال: إنّ المفلس من أمّتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي
قد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا
من حسناته، فإن فنيَت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت
عليه ثم طرح في النّار'' رواه مسلم. فمن شأن الصّلاة أن تنهى عن الفحشاء
والمنكر، كما أنّ من صفة الزكاة أن تقوي بين النّاس وتنشر بينهم الرخاء
والحب والوئام.
الإسلام كلّ لا يتجزّأ، والمسلم العاقل لا يقبَل لنفسه إطلاقًا أن يتقيّد
بجانب من الإسلام، ثمّ يتحلّل من جانب لآخر، لأنّه يكون في هذه الحالة كمَن
يعترض على الله جلّ جلاله، ولقد صوّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسس
الإسلام حين قال: ''بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ
محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمَن
استطاع إليه سبيلاً'' والصّلاة ذاتها هي أهم الفرائض والعبادات، ولذلك
تحدّث عنها الرّسول بأنّها عماد الدّين، مَن أقامها فقد أقام الدِّين، ومَن
هدّمها فقد هدّم الدِّين.
رمضان الكريم، لأنّهم اعتادوا صيامه تقليدًا للآباء والأجداد، أو أنّهم
يصومون لأنّهم يكرهون مخالفة النّاس ويخافون لومهم وعتابهم عليهم إن هم
أفطروا فجعلوا خشية النّاس كخشية الله أو أشدّ خشية.
فهم يصومون لكنّهم لا يُصلُّون، فيتركون أهم وأجلّ ركن في الإسلام وهو الصّلاة.
والله عزّ وجلّ يقول: ''فويل للمصلِّين الّذين هم عن صلاتهم ساهون'' والويل
هو العذاب أو واد في جهنّم، وهذا لمَن سَهَا عن صلاته فتركها وأهملها
تكاسلاً حتّى فات وقت أدائها، فإذا كان الويل لهذا المهمل للصّلاة، فماذا
سيكون مصير التارك للصّلاة نهائيًا؟
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمَن لا صلاة له.
والجواب واضح في كلام خليفة رسول الله الأوّل أبي بكر الصّدِّيق رضي الله
عنه الّذي قاله للّذين طلبوا منه أن يَكُفَّ عن مقاتلة قوم امتنعوا عن أداء
الزّكاة ولكنّهم اعترفوا بجميع الأركان الباقية واستعدوا للقيام بها، فقال
لهم تلك المقولة الّتي طار ذِكرها في الآفاق: والله لو منعوني عُقال بعير
كانوا يؤدونه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحاربتهم عليه، والله
لأقاتلنّ مَن يُفرّق بين الصلاة والزكاة.
هكذا ينطق الصديق رضي الله عنه بمقاتلة مَن يُفرِّق بين أركان الإسلام،
فإذا صُمتُم فكمّلوا تقواكم بالصّلاة ولا تجعلوا أجزاءً وأوصالاً، وإذا
صليتُم وأنتم مالكون للنِّصاب فزكُّوا وحجُّوا ليكمل الإيمان ويتم الأجر
والثواب. وهناك طائفة من النّاس تصوم وتصلي وتؤدي الزكاة، لكن لا يمنعها
هذا عن أكل أموال النّاس بالباطل، ولا عن الشتم والقذف وسفك الدماء
والخيانة والكذب.. إلخ، فهؤلاء هم المفلسون الّذين ليس لهم نصيب ممّا كسبوا
من أعمالهم الصّالحة، إذ أنّهم سيخسرونها ثم يُطرَحون في نار جهنّم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
''أتدرون مَن المُفلس؟ قالوا: المُفلِس فينا مَن لا درهم له ولا متاع،
فقال: إنّ المفلس من أمّتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي
قد شتم هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا
من حسناته، فإن فنيَت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت
عليه ثم طرح في النّار'' رواه مسلم. فمن شأن الصّلاة أن تنهى عن الفحشاء
والمنكر، كما أنّ من صفة الزكاة أن تقوي بين النّاس وتنشر بينهم الرخاء
والحب والوئام.
الإسلام كلّ لا يتجزّأ، والمسلم العاقل لا يقبَل لنفسه إطلاقًا أن يتقيّد
بجانب من الإسلام، ثمّ يتحلّل من جانب لآخر، لأنّه يكون في هذه الحالة كمَن
يعترض على الله جلّ جلاله، ولقد صوّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسس
الإسلام حين قال: ''بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ
محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمَن
استطاع إليه سبيلاً'' والصّلاة ذاتها هي أهم الفرائض والعبادات، ولذلك
تحدّث عنها الرّسول بأنّها عماد الدّين، مَن أقامها فقد أقام الدِّين، ومَن
هدّمها فقد هدّم الدِّين.