إنّ هذا الصّائم يهب في جوف
الليل من ليل رمضان المبارك ليتناول سحوره على غير مشهد من النّاس أو مرأى
ثمّ يعقد نيته وعزمه على الصوم ثمّ يطلع عليه النّهار فيغدو ويروح وصومه
عبادة يريد بها وجه ربّه وحده.
ولقد يخلو في مراحل النّهار بنفسه والأطعمة أمامه، وليس هناك مَن يراقبه
ولكنّه يصون عبادته السرية عن الفساد والضياع حتّى يدخّرها لنفسه عند مَن
لا يضيع عنده أجر من أحسن عملاً لينال بها جزيل الثّواب يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلاّ مَن أتَى الله بقلب سليم. والطريق إلى الإخلاص هو محاربة
أهواء النّفس ومقاومة الطمع في الدنيا، والتّجرُّد للإقبال على الآخرة،
وإحياء خشية الله في القلب، وهذا الإخلاص إذا صدق استلزم صواب العمل
وطهارته. ولقد سمع الفضيل بن عياض قول الله تبارك وتعالى: {الّذي خَلَق
الموتَ والحياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} الملك: .3
فقال رحمه الله: ''أحسن العمل هو أخلصه وأصوبه'' فقالوا له: ما أخلصه
وأصوبه؟ فأجاب أنّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل وإذا كان
صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتّى يكون خالصًا وصوابًا، والخالص أن يكون
لله والصّواب أن يكون على السُنّة. ثمّ تلاَ قول الله تبارك وتعالى: {فَمْن
كان يرجو لِقاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَل عملاً صالحًا ولا يُشْرِك بعبادة
ربِّه أحدًا} الكهف: .110
الليل من ليل رمضان المبارك ليتناول سحوره على غير مشهد من النّاس أو مرأى
ثمّ يعقد نيته وعزمه على الصوم ثمّ يطلع عليه النّهار فيغدو ويروح وصومه
عبادة يريد بها وجه ربّه وحده.
ولقد يخلو في مراحل النّهار بنفسه والأطعمة أمامه، وليس هناك مَن يراقبه
ولكنّه يصون عبادته السرية عن الفساد والضياع حتّى يدخّرها لنفسه عند مَن
لا يضيع عنده أجر من أحسن عملاً لينال بها جزيل الثّواب يوم لا ينفع مال
ولا بنون إلاّ مَن أتَى الله بقلب سليم. والطريق إلى الإخلاص هو محاربة
أهواء النّفس ومقاومة الطمع في الدنيا، والتّجرُّد للإقبال على الآخرة،
وإحياء خشية الله في القلب، وهذا الإخلاص إذا صدق استلزم صواب العمل
وطهارته. ولقد سمع الفضيل بن عياض قول الله تبارك وتعالى: {الّذي خَلَق
الموتَ والحياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} الملك: .3
فقال رحمه الله: ''أحسن العمل هو أخلصه وأصوبه'' فقالوا له: ما أخلصه
وأصوبه؟ فأجاب أنّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل وإذا كان
صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتّى يكون خالصًا وصوابًا، والخالص أن يكون
لله والصّواب أن يكون على السُنّة. ثمّ تلاَ قول الله تبارك وتعالى: {فَمْن
كان يرجو لِقاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَل عملاً صالحًا ولا يُشْرِك بعبادة
ربِّه أحدًا} الكهف: .110