هادئ كما ألفه عشاقه.. تأبى الابتسامة أن تفارق وجهه الطموح.. متفائل بالمستقبل إلى أبعد الحدود.. إيمانه بالله سلاحه في مواجهة الصعاب.. غير نادم تماما على تضحياته في سبيل المنتخب.. متأثر بشدة لرحيل من كان له الفضل في تقمصه الألوان الوطنية..
- وبعد غياب عن الساحة الإعلامية أبى مغني إلا أن يطل على عشاقه ومحبيه من بوابة "الشروق اليومي" التي التقته بالدوحة، متطرقا للعديد من القضايا الراهنة بخصوص إصابته ومستقبله الكروي والأمور المتعلقة بالمنتخب الوطني ومشواره في تصفيات كأس أمم إفريقيا.
- لماذا العودة مجددا لقطر؟
- بكل بساطة، لأن الدكتور شلبي هو من أجرى لي العملية الجراحية بمصحة "أسبيتار" هنا بالدوحة، وكان يتابع دائما تطورات العلاج عن بعد، وبما أننا بلغنا مرحلة متقدمة في العلاج، فالأمر تطلب مني الحضور للدوحة من أجل الوقوف على مدى شفاء الإصابة.
- بلحاج عالج بقطر والتحق سنة من بعد بنادي السد، هل تلقيت اتصالات من اي نادي قطري؟
- لا لم أتلق أي عرض من أي نادي قطري وكل ما تم تداوله سابقا مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.
- وهل يستهويك اللعب في الدوري القطري؟
- في الحقيقة الفكرة غير مطروحة حاليا بما أنني مبتعد عن الميادين قرابة 8 أشهر وكل ما يهمني حاليا هو الشفاء من الإصابة التي أعاني منها في اقرب وقت للالتحاق بتدريبات فريقي بعدها رغم إدراكي أن الأمر سيكون صعبا جدا في لازيو بما أن الكالتشيو انطلق وتركيبة النادي اتضحت معالمها بنسبة كبيرة، لذلك أتمنى الشفاء بسرعة لأتمكن من تدارك التأخر في التحضير البدني والاندماج رفقة المجموعة، فإن تمكنت من الحصول على فرصتي في اللعب والظفر بمكانتي من جديد سأبقى حتما في فريقي وان لم أتمكن من ذلك فسأدرس مع مسؤولي النادي قضية إعارتي لفريق آخر.
- شاهدت مباراة السد والريان، كيف وجدت المستوى العام للدوري؟
- لاحظت أن هناك فرقا في المستوى الفني، لكن هناك تقاربا في المستوى البدني لكلا الفريقين من خلال التنافس الشديد على الكرة واللعب بنفس المجهود خلال مختلف أطوار المباراة، ووقفت أحيانا على بعض الأخطاء التكتيكية مقارنة مع طريقة اللعب في أوروبا.
- متى ستعود للميادين؟
- من المفروض أن أمكث لمدة أسبوعين هنا أو أكثر قليلا، بعدها سألتحق بروما وأواصل عملية التأهيل الوظيفي بفريقي لازيو ومحاولة الاندماج تدريجيا رفقة المجموعة، لكن المتعارف عليه أن عملية الاسترجاع تتطلب بعض الوقت، خاصة وانه لم يمض سوى شهر واحد فقط عن استئنافي الركض ولا يمكنني تحديد موعد معين لعودتي بما أنها تبقى متوقفة على مدى تطور حالتي الصحية والبدنية.
- ألم تندم على عدم تعجيل العملية الجراحية بسبب أمل المشاركة في المونديال؟
- لو طرح علي هذا السؤال قبل اليوم أو في شهر جانفي الماضي كنت حتما سأجيب بأنني سأعالج الإصابة وأفضل إجراء العملية عوض التشبث بأمل المشاركة في المونديال، خاصة وأنني عجزت عن تحقيق ذلك، لكن ما باليد حيلة ولا يمكننا العودة إلى الوراء، خاصة وانه لا يمكننا التنبؤ بالغيبيات ومجبرون على تقبل ما يقرره القدر.
- بصراحة لو واصلت العلاج في فرنسا ولم تتنقل لـ"أسبيتار"، هل كنت ستشفى؟
- لا، بالعكس تلقيت كل الرعاية والعناية اللازمة في "أسبيتار"، وهي مصحة رائعة فعلا، حيث تم علاجي على يد أحسن الأطباء والمختصين في التأهيل الوظيفي بالإضافة إلى التجهيزات الحديثة التي تحتويها، لذلك لا أظن أنني كنت سأصل إلى نتيجة أو حالة صحية أحسن من التي أنا عليها الآن، بما أن العلاج الذي تلقيته في مصحة "أسبيتار" هو نفس العلاج الذي كنت سأتلقاه في أي مصحة بأوروبا.
- هل صحيح أنك ستعود للدوري الفرنسي بداية السنة؟
- الأمر غير صحيح، ولا أملك أي عرض من نادي فرنسي، حيث لا يمكنني تلقي العروض وأنا أعالج الإصابة وعودتي للميادين لم تتحدد بعد.
- منذ بروزك في سن 19 وأنت ضحية الإصابات، هل هو سوء الطالع؟
- صحيح ما تقول، حيث عانيت عديد الإصابات طيلة مشواري الرياضي، وهذا ما أعاق بروزي أكثر، حيث في كل مرة أكون جاهزا بدنيا وبصدد تقديم مستوى فني جيد إلا وتعاودني الإصابات، لذلك يمكنني القول أنها السبب الرئيسي في عرقلة مسيرتي الكروية.
- كيف عشت لحظات تأكد عدم مشاركتك في المونديال، خاصة وانك ظهرت شجاعا متقبلا قضاء الله حينها؟
- أكيد بحزن شديد، لكن ما هون علي من الأمر هو أنني أعددت نفسي مسبقا بتوقع ذلك، خاصة وأنني في قرارة نفسي كنت دائما أقول بأن مشاركتي في كأس العالم ليست مؤكدة مائة بالمائة، وكنت مستعدا ذهنيا لذلك ما ساعدني على تجاوز الأمر، والآن أنا حزين جدا لذلك، لكن دائما أحمد الله على قضائه وقدره، فربما القدر يخبئ لي أشياء ايجابية أخرى.
- أكيد انك شاهدت مشوار زملائك في المونديال، فما رأيك في ذلك المستوى؟
- شاهدنا فريقا جيدا قدم مباريات جيدة، لكن كانت هناك بعض النقائص كما الحال بالنسبة لكل المنتخبات المشاركة في الدورة، حيث كانت تنقص المنتخب بعض الثقة في النفس واللعب بدون عقدة، خاصة وأننا لعبنا بحذر وتخوف شديد من تلقي أهداف عديدة وبدون مغامرة في الهجوم، وهو ما أعاق المهاجمين في الوصول للشباك في ظل وجودهم في عزلة بين مدافعي الخصوم.
- هل كان بالإمكان الظهور بشكل أحسن والمرور للدور الثاني؟
- طبعا كانت لنا كل الحظوظ في المرور إلى الدور الثاني لو عرفنا كيف نظفر بالنقاط الثلاث في أول مباراة أمام سلوفينيا، خاصة وأننا تمكنا من تحقيق التعادل أمام المنتخب الانجليزي أقوى فرق المجموعة وحتى في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الأمريكي كنا قادرين على الفوز، وأظن أن المنتخب كان قادرا على الظهور بمستوى أفضل وتحقيق المرور إلى الدور الثاني.
- في رأيك ما الذي كان ينقص الخضر، خاصة في ظل فشل المهاجمين في تسجيل الأهداف؟
- كما ذكرت لك سابقا، طريقة لعبنا تميزت بالحذر الشديد مع عدم المغامرة كثيرا في الهجوم، صحيح أن الحذر مطلوب في مثل هذا المستوى من المنافسة، لكن في كأس العالم لا تملك سوى ثلاث مباريات يتوجب عليك التفاوض حول نقاطها جيدا وتسجيل الأهداف لتحقيق الانتصارات وأظن انه كان هناك خللا في الربط بين خطي الوسط والهجوم، حيث كان لاعبو الوسط بعيدين بعض الشيء عن المهاجمين ولا يمكن تحميل الهجوم المسؤولية، لأن أحسن المهاجمين في العالم لا يمكنهم فعل الكثير لوحدهم.
- ثم جاءت مباراة الغابون الودية والتي خسرها الخضر ومعها بدأت المشاكل، إلى ما تعود هذه الخسارة؟
- الخسارة أمر طبيعي، ولا يمكن تضخيمها بما أن المباراة تزامنت مع بداية الموسم بالنسبة لأغلب لاعبي المنتخب، حيث لا يكون على أتم الاستعداد بدنيا، بالإضافة إلى بعض التغييرات التي طرأت على التشكيلة ما يتطلب بعض الوقت لتحقيق الانسجام بين مختلف اللاعبين، أما إذا تكلمنا عن المباراة في حد ذاتها فقد دخلناها بقوة إلى غاية الهدف المباغت الذي تلقيناه والذي تسبب في فقدان اللاعبين تركيزهم وهو الأمر الذي يجب إيجاد الحلول له، لأن المباراة تلعب لآخر نفس فيها وتتطلب التركيز والحضور الذهني خلال مختلف أطوارها.
- ألا تعتقد أن لذلك علاقة نوعا ما بتخاذل اللاعبين وغياب الحافز لديهم بعد المشاركة في كأس العالم؟
- لا أظن ذلك، لأنني كنت حاضرا في مواجهة تنزانيا برفقة المجموعة ولاحظت الإصرار الشديد والرغبة في تحقيق الفوز للدخول في التصفيات بقوة مثلما وقفت على حالة الحزن الشديدة التي انتابت اللاعبين بعد انتهاء المباراة بالتعادل، لذلك فكل المجموعة لازال لديها نفس الحافز والدافع المعنوي لمواصلة حصد النتائج الايجابية، خاصة في ظل الجمهور الرائع الذي نملكه والذي يكفي لتحفيز أي فريق على تحقيق الفوز، إلا أن الضغط الشديد المفروض بعد المونديال لعب دورا سلبيا نوعا ما وبالتالي يجب إيجاد الحلول اللازمة لذلك في اقرب وقت.
- في أول مباراة للخضر بالتصفيات تعادل مع منتخب تنزاني مستواه أقل بكثير من مستوى الخضر؟
- لا يمكن تقبل ذلك طبعا، لأنني اعتقد أننا لو أعدنا لعب المباراة ضدهم عشر مرات لفزنا بتسع، لكن لا يجب الوقوف عند هذا التعادل الذي لم يرهن حظوظنا في التأهل، خاصة وانه لحسن حظنا انتهت المباراة الثانية في المجموعة بالتعادل، لذلك فالحظوظ لاتزال نفسها ويتوجب علينا فقط التفكير في ما هو قادم والعودة بالنقاط الثلاث من إفريقيا الوسطى.
- على ذكر المباراة القادمة، منتخب إفريقيا الوسطى تعادل مع المغرب فوق ميدان هذا الأخير، ألا تعتقد أن المهمة ستكون صعبة في هذه المباراة؟
- مستوى الكرة الإفريقية تطور كثيرا، حيث لم يعد هناك منتخب قوي وآخر ضعيف، لذلك فمن المؤكد أن كل المباريات صعبة، خاصة وان أجواء اللعب في أدغال إفريقيا تختلف كثيرا عن أجواء اللعب في شمال إفريقيا، لذلك علينا الثقة في إمكاناتنا والتنقل بهدف العودة بالنقاط الثلاث لا غير.
- منتخب إفريقيا الوسطى ومنذ 4 أيام تعادل أمام مولودية قسنطينة (2-2) بتونس وهو نادي جزائري يلعب في القسم الثاني، هل هذا يعني أن الخضر بإمكانهم سحق إفريقيا الوسطى؟
- هذا الأمر لا يعني شيئا بالنظر للاختلاف الكبير بين المباريات الودية والرسمية، حيث أحيانا قد نخوض مباراة أمام نادي هاو ونكتفي بالفوز بهدف يتيم، لذلك لا يجب أخذ هذه النتيجة في الحسبان حتى لا يتكرر مع حدث لنا أمام تنزانيا التي لا أعلم حتى موقعها من الخريطة (يمزح) وفي الأخير تمكنوا من فرض التعادل علينا، لذلك يجب أن نأخذ الأمور بجدية أكبر.
- هل أنت متفائل بتأهل الخضر لنهائيات كأس إفريقيا 2012؟
- لا خيار لنا إلا أن نكون متفائلين بذلك، وبالخصوص واعين بحجم وصعوبة المهمة التي نحن مقبلون عليها إذا ما أردنا الوصول إلى الهدف المنشود.
- كيف تلقيت خبر استقالة المدرب رابح سعدان؟
- شخصيا تأثرت كثيرا لرحيله عن المنتخب، خاصة وان له مكانة خاصة لدي وأحبه كثيرا وأظن أننا كلنا مسؤولون عن النتائج السلبية ومرحلة الفراغ التي يمر بها المنتخب ولا يتحملها هو لوحده، ورغم أني أرى أن الجماهير من حقها إبداء غضبها وتذمرها من تعثرات المنتخب والمطالبة بالنتائج الايجابية، إلا أنها ذهبت بعيدا نوعا ما في قضية شتمها للمدرب، لأننا لا يجب أن ننسى النتائج التي حققها المنتخب تحت إشرافه، لكن يجب علينا تقبل جمهورنا الرائع الذي لا يرضى إلا بالنتائج الايجابية مثلما لا نرضى نحن بدورنا أن نخيبه في كل مرة، ويمكن أن أقول لك أنني كنت أشد المتأثرين بقرار سعدان الرحيل عن المنتخب، لكن يجب علينا احترام قراره وأتمنى انه اتخذ القرار المناسب حتى يحظى ببعض الراحة بعد مشوار طويل وبطولي أعاد فيه المنتخب إلى السكة الصحيحة.
- كيف كانت علاقتكم بالمدرب سعدان؟
- علاقتي به كانت أكثر من جيدة، خاصة وان الفضل في التحاقي بالمنتخب يعود إليه، كما لا يمكنني نسيان الدموع التي ذرفها لحظة تأكده من عدم إمكانية مشاركتي في المونديال، وهو أمر ليس بغريب عن إنسان حساس جدا ومفعم بالإنسانية ويعامل اللاعبين كأبنائه، لا يمكنني إلا القول أني احتفظ بذكريات جد رائعة مع الشيخ سعدان.
- قيل الكثير من الكلام، وبما أنك محل ثقة الجمهور الجزائري، هل لك أن تحدثنا عما يُشاع عن كون بعض اللاعبين هم من يحددون التشكيلة الرسمية رغما عن سعدان؟
- إلى غاية آخر مشاركة لي مع الخضر بكأس أمم إفريقيا، كل الأمور كانت تسير على ما يرام وبصورة طبيعية، الأجواء كانت عائلية وحيوية، وكل الاختيارات كان يقوم بها المدرب من دون اعتراض أي لاعب، لكن من المؤكد والطبيعي أن أي مدرب يتحدث ويتناقش مع كوادر الفريق حول بعض الأمور المتعلقة بطريقة اللعب كما يحدث في كل الفرق، لكن الكلمة الأولى والأخيرة كانت تعود للشيخ سعدان ولا أحد احتج على خياراته التكتيكية والكل كان ملتزما بالانضباط والقانون الداخلي للمنتخب.
- هل تعرف المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة؟
- لست على معرفة سابقة به، سمعت أنه درب عديد النوادي الجزائرية والتونسية ودرب هنا بقطر، وبالتالي لديه بعض الخبرة والتجربة ويمكن أن نحقق معه الوثبة البسيكولوجية والعودة مجددا لتحقيق الانتصارات، خاصة وأن قدوم مدرب جديد يضخ روحا ودماء جديدة في المنتخب، وربما طريقة لعب مختلفة وهو ما قد يكون حافزا إضافيا لبعض اللاعبين الذين لم ينالوا فرصهم في اللعب سابقا وإبراز قدراتهم، كما سيحفز الأساسيين على إثبات أحقيتهم بمكانتهم، لذلك أظن انه سيجلب معه العديد من الأمور الإيجابية للمنتخب.
- وهل الخيار المحلي أحسن من المدرب الأجنبي في الوقت الراهن؟
- شخصيا لا فرق لدي بين المدرب المحلي أو الأجنبي، المهم أن يكون مدربا قديرا ومؤهلا للإشراف على المنتخب ويملك الطريقة المثلى والحلول الناجعة لتحقيق النتائج الايجابية.
- نختم حوارنا بمونديال 2014.. ضيعت مونديال 2010، فهل بدأت تفكر في المونديال القادم؟
- طبعا أتمنى ذلك في حال ما تمكنا من الذهاب بعيدا في التصفيات القادمة واقتطاع تأشيرة المرور إلى مونديال البرازيل، وهو ما سنعمل على تحقيقه، لكن الأمر سابق لأوانه نوعا ما، لأن تركيزنا منصب في الوقت الراهن حول تحقيق التأهل لكأسي إفريقيا 2012 و2013، وبعدها سيكون لكل حادث حديث.